بصدر رحب استقبلنا الفنان الكوميدي حسان بن زراري في بيته الكائن ببئر خادم بروحه المرحة،ليطلعنا عن اهتماماته انشغالاته وأمنياته . ويحدثنا بن زراري عن بعض الجوانب التي تتعلق بحياته الشخصية والتي لربما لا يعرفها الكثير من محبيه .كما يكشف لنا بن زراري في هذا الحوار الذي جمعنا به عن آخر أعماله الفنية والمشاريع التي يسعى إلى تحقيقها . طالبت بصفتك محافظ تظاهرة ''الفنك الذهبي'' بتأسيس جمعية عامة لمؤسسة ''الفنك الذهبي'' في إطار التحضير للطبعة السابعة لهذه الليلة، هل تحقق ذلك ؟ نحن الآن في الطبعة السابعة التي لم تعرف النور بعد، والجمعية العامة يجب أن تكون كل عامين، ولحد الآن ليس عندي أي خبر ولم يتصل بي أي أحد ولا اعرف الجهة التي اتصل بها، وننتظر القرارات من أي جهة. ولكن المهم هو أن لا تتوقف تظاهرة ''الفنك الذهبي'' لأنها جد مهمة للفنان، ولا يجب أن نترك هذا الحدث بسهولة أو نتناسى هذا الحدث الفني الهام، وأنا شخصيا لا تهمني المكانة ولا المناصب، ومستعد لأترك مكاني لأي احد خاصة الشباب، المهم هو الاستمرارية والمواصلة . تخيم حالة من التعتيم على التحضيرات الخاصة بهذه التظاهرة الفنية في دورتها السابعة، ماهو مرد ذلك ؟ الفنك الذهبي لا يكون إلا بانعقاد الجمعية العامة التي تتكفل بالتحضيرات الخاصة للتظاهرة، لأن هذه الأخيرة صعبة للغاية، والفنك يحضر ثلاثة أشهر من قبل الحدث، حيث تشكل خلالها لجنة التحكيم وتجمع الأفلام، وكان من المفروض ان تنظم الطبعة السابعة لهذا الموسم في 19 من شهر فيفري الفارط، ولا أملك أدنى فكرة عن حالة الغموض التي تشوب هذه الطبعة، ولا استطيع القول حتى أنها ألغيت، لأنه ليس لدى أدنى فكرة عن الموضوع . لاحظنا في الكثير من تصريحاتك بأنك مازلت تحن لأبي الفنون . ألا تفكر في العودة إلى الخشبة ؟ وماذا بقي من المسرح في أجندة بن زراري ؟ بدايتي كانت مع مسرح الهواة في قسنطينة في الستينيات، ثم بعدها انتقلت إلى التعليم فكنت ادرس في الصباح، وفي المساء انتقل إلى المسرح، وقدمت مسرحيات درامية كثيرة منها ''السلطان الحاير''، ''طارق ابن زياد''، وكانت طول قامتي وصوتي الخشن يساعدانني في أداء الأدوار، وبعدها جاءني المخرج جمال حازورلي وطلب مني أن أشارك في السلسلة الفكاهية ''أعصاب وأوتار''ولم اقبل، فلم أكن أتخيل تأدية دور فكاهي وفيما بعد فهمت ان السلسلة الفكاهية هدفها إضحاك الناس وما الممثل إلا عامل مساعد على إدخال الفرحة لقلوب الجمهور . ورغم كل هذه السنين لا زلت أحب المسرح واحن إليه، وعندما أرى الخشبة ابكي وأتمنى الصعود ولكن متى ؟وأين؟ ومع من؟ وأين النص المناسب؟ كل هذه الأسئلة تطرح نفسها والحلم الذي يراودني الآن يأخذ تفكيري دائما عمل مونولوج، فمنذ حوالي خمس سنوات وأنا ابحث عن نص جيد لهذا العمل، ولم أوفق بعد، وعندما يتحقق لي ذلك سأقوم بعرض العمل في كل ولايات الوطن والبلديات والقرى التابعة له، وأتمنى فعلا أن تجد أمنيتي طريقها إلى النور. إذا أنت من القائلين أننا اليوم نعاني أزمة نص حقيقية في المسرح ؟ أزمة النص لا يعانيها المسرح وحده، فحتى الدراما هي الأخرى تعاني من هذه الأزمة. هناك مجهودات كبيرة من بعض المؤسسات لتجاوز الأزمة عن طريق تنظيم مسابقات وطنية لاختيار أحسن النصوص، واليوم أنا عندي أمل في الشباب، وعلينا تشجيعهم لتجاوز الأزمة، لذا علينا البحث عن المواهب والسعي وراءها، والابتعاد عن نطاق الجزائر العاصمة فالولايات الأخرى تكتنز مواهب كبيرة، يجب إبرازها للعلن للاستفادة منها. كنت ضمن أعضاء لجنة تحكيم ''ألحان وشباب'' عودة المدرسة، التي توقف إنتاجها مؤخرا برأيك ماهو سبب هذا التوقيف الذي أثر سلبا على الساحة الفنية في ضل غياب مسابقات مماثلة؟ لا استطيع أن أقدم أي سبب حقيقي، لانه لا توجد لدي أية معلومة، فانا لا استطيع الإجابة عن شيء لا اعرفه، ولكن أريد أن أقول أن مثل هذه المسابقات أمر جد ضروري في الحياة الفنية الجزائرية، وهي التي تعمل على اكتشاف المواهب، وما الشباب الذين يمرون في المسابقة إلا جزء بسيط من المواهب الفنية التي نملكها، وغياب هذه المسابقة هو خسارة كبيرة للساحة الفنية. صرح بعض الممثلين المصريين أثناء الأزمة التي عصفت بين البلدين بسبب كرة القدم أنهم سيعيدون جوائز مهرجان الفيلم العربي. هل حدث شيء من هذا القبيل أم أنها مجرد إشاعات ؟ هذا مجرد كلام زائد وفارغ، ولم يقم أي فنان أو فنانة مصرية بإرجاع أي شيء، ولا حتى التكريمات التي أخذوها، ونحن لم نطلب بإرجاع ما أخذوه، ومن قال هذا فهو مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة، وأثناء الأزمة التي عصفت بين البلدين بعثت برسالة إلى الفنانة يسرى بعد ما أهانتنا ذكرتها بيوم صعدت على خشبة المهرجان الفيلم العربي وهي تحمل العلم الجزائري، والتكريم وقالت حينها ''هذه أحسن لحظة خلال خمسين سنة في حياتي ''... وقلت لها هل كنت تكذبين وتتصنعين الكلام في تلك اللحظة؟ وردت على كلامي في أحد الصحف المصرية وأكدت الأمر، لكن نحن الجزائريين نترفع عن الكلام الفارغ . ونقابة الفنانين المصريين جد قوية، وهي من كانت توجه الفنانين أثناء الأزمة، وكان بعضهم يفعل ذلك من أجل نيل رضا النقابة . والادعاءات المصرية ليست وليدة الأزمة وإنما منذ سنوات طويلة حيث أتذكر جيدا انه في احد سنوات السبعينات ذهبت إلى اليابان لعرض فيلم ''باب الواب'' في إطار احد المهرجانات وكانت هناك وفود عربية كثيرة منها المصريين حيث سمعت بالصدفة في احد اللقاءات المصريون يقولون أن السنيما الجزائرية تأثرت بالمصرية، ولم تجد صيتها بعد، وفي اليوم الموالي قدمت مداخلة أبرزت فيها أن السنما الجزائرية لم تتأثر بأي سنيما وهي سنيما جزائرية حرة، ونحن نفخر بأننا أول من اخذ الكرة الذهبية في مهرجان ''كان'' فقد كان يضرب بنا المثل في دول المغرب العربي والوطن العربي والآن يحدث العكس. كيف ترى مستقبل العلاقات الفنية بين الجزائر ومصر بعد هذه الأزمة؟ إعادة العلاقات سيكون جد صعب لان المصريين انكشف وجههم الحقيقي فأغلبية المصريين لا يحبوننا، ففي احد الأيام لعبنا مسرحية ''عرس الذيب''وكانت جيدة باجماع الكثير قبلهم، وتحججوا بعد العرض بأنهم لم يفهموا العرض نتيجة اللهجة، رغم انها كانت خالية من كل العبارات الفرنسية، هذا يبرز أن المصريين معقدون من الجزائريين، لانهم لا يحبون من هم أحسن منهم، لذا لا أظن أن العلاقات سترجع كما كانت لأنهم أهانوا رموز الوطن. حاورته :ح. ح.