نفذ الكوماندوس الفرنسي عملية مشتركة مع الجيش الموريتاني بناء على معلومات استخباراتية أفادت أن الرهينة الفرنسي العجوز كان في المكان المستهدف، غير أن المعلومات لم تكن دقيقة. وقامت فرنسا بتقديم مساعدات قالت إنها فنية للجيش الموريتاني من أجل المساهمة في الإفراج عن الرهينة جرمانو المختطف من قبل تنظيم قاعدة المغرب، وهذا أياما فقط من انتهاء المهلة التي حددتها الجماعات الإرهابية لإعدام جرمانو. وشن الجيشان عملية عسكرية الخميس الماضي ضد عناصر من التنظيم الإرهابي ''في الصحراء'' وقتل على إثرها 6 إرهابيين، حسب ما أكد مصدر موريتاني رسمي رافضا التحديد ما إذا كانت الغارة محاولة لتحرير رهينة فرنسي محتجز في مالي. وأعلن المصدر في إحدى الوزارات لوكالة الأنباء الفرنسية أن العملية التي استهدفت قاعدة للإرهابيين أسفرت عن مقتل وجرح عدد من الإرهابيين المسلحين في هذه القاعدة الواقعة في الصحراء ويستخدمها المقاتلون الإرهابيون في تنظيم قاعدة المغرب''. ولم يقر المصدر رسميا ما إذا كان الجيش الموريتاني قد قام بتوغل في مالي المجاورة، إلا أن مراقبين ومصادر أمنية موريتانية قالوا إن الصحراء الموريتانية لا تضم ''قواعد إرهابية'' لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وقال وسيط مالي فاوض في العديد من عمليات الإفراج عن رهائن أوروبيين في المنطقة إنها محاولة باءت بالفشل للإفراج عن الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو المحتجز في شمال مالي. وأضاف الوسيط لنفس المراجع في باماكو ''ما أعلمه هو أن الموريتانيين هم الذين توجهوا إلى الصحراء، حيث كان من المفترض أن يكون الرهينة الفرنسي محتجزا (في شمال مالي)، يبدو أنهم ذهبوا للبحث عن الرهينة الفرنسي ولكنهم لم يعثروا عليه في المنطقة''. وأضاف إن ''فرنسا كانت على علم بالعملية قبل حصولها، المسألة الآن هي معرفة مدى ضلوعها''. وقال مسؤولون في مالي إن طائرات حلقت في ساعة متأخرة يوم الأربعاء فوق الحدود بين مالي والنيجر، حيث يعتقد أن جناح القاعدة في شمال إفريقيا يحتجز مواطنا فرنسيا وسمعت أعيرة نارية في المنطقة. وقال مسؤول كبير في منطقة كيدال في شمال مالي قرب الحدود مع النيجر والجزائر يوم الخميس ''وقعت اشتباكات في المنطقة وسمعت أعيرة نارية، لا نعرف إن كانت اشتباكات بين الجنود ومحتجزي الرهينة''. وأضاف ''شهد مطار تساليت حركة كثيفة من الطائرات العسكرية الذاهبة والقادمة. في هذه الأثناء اعترف الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، بأن فرنسا قدمت ''مساعدة فنية'' للجيش الموريتاني ''للقضاء على وحدة من تنظيم القاعدة''؛ بحسب تعبيره. وأعلن فاليرو ''ليس لدي معطيات تتيح لي التعليق على المعلومات الواردة على مواقع انترنت اسبانية''. وأضاف ''منذ البداية، نحن نلزم تعبئة كاملة لتحرير مواطننا. ونحن قلقون جدا لأننا لم نتلق حتى الآن أية مطالب من الخاطفين وذلك على الرغم من الجهود الحثيثة التي بذلناها لإقامة اتصال يرفضه الخاطفون حتى الآن''. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية في بيان أن ''فرنسا قدمت الوسائل العسكرية للدعم التقني واللوجستي لعملية تهدف إلى منع وقوع هجوم لقاعدة المغرب على موريتانيا، ''إن العملية التي يقودها الموريتانيون ساعد تحييد مجموعة من الإرهابيين وإحباط الهجوم المخطط له ضد أهداف في موريتانيا''. وتعتبر هذه ثاني عملية تقوم بها فرنسا لإنقاذ رعاياها، فقد شنت في سنة 2008 عمليات عسكرية لإنقاذ رهائن. ففي العام الماضي تدخل رجال كوماندوس البحرية الفرنسية لتحرير سياح تعرضوا للاختطاف قبالة سواحل الصومال. وسئل مصدر أمني جزائري هل شاركت الجزائر في العملية في شمال مالي فقال في تصريح لرويترز ''الجزائر لم ولن تقاتل الإرهاب خارج أراضيها. هذا مبدأ ثابت نلتزم به''.