عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : '' لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ '' رواه البخاري (1957) ومسلم (1098) . الحديث دليل على أدب من آداب الإفطار ، وهو تعجيله والمبادرة به حين حلول وقته ، ومعنى التعجيل أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر ، وفي ذلك خير عظيم ومن ذلك محبة الله تعالى ، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : '' قال الله تعالى : إن أحب عبادي إليَّ أعجلهم إفطاراً '' وفي تعجيل الإفطار إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته ، فقد كان صلوات الله وسلامه عليه يعجل الإفطار . فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَهُوَ صَائِمٌ فَلَمَّا غَرَبَتْ الشَّمْسُ قَالَ لِبَعْضِ الْقَوْمِ يَا فُلانُ قُمْ فَاجْدَحْ لَنَا .. فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَلَوْ أَمْسَيْتَ قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا قَالَ إِنَّ عَلَيْكَ نَهَارًا قَالَ انْزِلْ فَاجْدَحْ لَنَا فَنَزَلَ فَجَدَحَ لَهُمْ فَشَرِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ إِذَا رَأَيْتُمْ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَا هُنَا فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ '' رواه البخاري (1955) ومسلم (1101) بل إن تعجيل الإفطار من أخلاق الأنبياء كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه : '' ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار ، وتأخير السحور ، ووضع اليمين على الشمال في الصلاة '' رواه الطبراني في الكبير كما في مجمع الزوائد. وفي تعجيل الإفطار مخالفة اليهود والنصارى الذين نهينا عن التشبه بهم في عباداتنا وعاداتنا ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : '' لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون '' أخرجه أحمد (27218) أبو داوود (2353) . وفي تعجيل الإفطار تيسير على الناس ، وبعد عن صفة التنطع والغلو في الدين ، وقد امتثل هذا الأدب خير القرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال البخاري رحمه الله : '' وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس . ومن يظن أن الشمس قد غربت وهي لم تغرب ، فصومه صحيح لأنه معذور ، ويمسك عن الأكل حتى تغرب لأنه كمن أكل ناسياً ، والناسي والمخطئ حكمهما واحد قال تعالى : {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } فإذا كان الناسي لا قضاء عليه ، فالمخطئ كذلك ، وقد ورد عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَتْ أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتْ الشَّمْسُ .. '' رواه البخاري