لم تعد العطلة المدرسية كما كانت في السابق وقتا للراحة من عناء الدروس وفترة يقضيها التلاميذ في الاستمتاع بوقتهم وممارسة هوايتهم التي حرموا منها طوال فترة الدراسة، بل أصبحت في السنوات الأخيرة وقتا يستثمره الأولياء في البحث عن بديل يقدم دروس الدعم لأبنائهم في المواد التي عجزوا عن تحقيق نتائج جيدة فيها دون أن يمنحوا فرصة لأبنائهم لاسترجاع أنفاسهم. وفرت وزارة التربية الكثير على الأولياء بتخصيص وفتح المدارس خلال العطلة الشتوية لتمكين تلاميذ الأقسام النهائية الذين يحضرون لإجراء امتحانات مصيرية كالسنة الخامسة والرابعة متوسط والثالثة ثانوي لمراجعة الدروس بالتعاون مع أساتذة الدعم الذين تتكفل وزارة التربية بتوزيعهم على مختلف المدارس والمؤسسات التربوية لضمان السير الحسن لهذه العملية خلال الأسبوع الأول من العطلة. وقد وجد الكثير من أولياء التلاميذ في هذه الخطوة مبادرة جيدة من وزارة التربية خففت عنهم حمل الدروس الخصوصية وأعباءها المادية التي أثقلت كاهلهم كثيرا. يقول السيد بوعلام أحد الأولياء إن مبادرة وزارة التربية أراحته كثيرا خاصة وأنها إجبارية وتخص الأطوار التعليمية الثلاثة بالإضافة إلى أنها مجانية، وهي فرصة لا يمكن تفويتها خاصة في المواد العلمية التي يجد الكثير من التلاميذ صعوبة في فهمها. أما التلاميذ المعنيون بهذه المبادرة فقد عبر اغلبهم عن استحسانهم لها مع أنهم كانوا يفضلون لو أخذوا قليلا من الراحة قبل العودة إلى الدراسة. يقول أسامة طالب ثانوي إن الدراسة خلال فترة العطلة الشتوية داخل الثانوية أمر إيجابي خاصة إذا تم التركيز فيها على نقاط الضعف لدى التلميذ ومحاولة تحسين مستواها، وبما أن الفصل الدراسي سرعان ما ينتهي ونجد أنفسنا على موعد مع امتحانات البكالوريا فمن الأفضل أن نتعب قليلا اليوم ونفرح في نهاية العام الدراسي. فتح الثانويات بعد الخامسة ابتداء من الفصل القادم ستشرع وزارة التربية ابتداء من الفصل القادم في فتح أقسام الثانويات بعد الخامسة مساء وإلى غاية السابعة مساء، لتمكين التلاميذ من الاستفادة من دروس الدعم. وتهدف العملية إلى القضاء على الدروس الخصوصية التي أصبحت تجارية أكثر منها تربوية بالإضافة إلى تمكين التلاميذ من العمل في أفواج ومراجعة دروسهم مع بعض داخل الثانوية. ويسهر على تطبيق العملية مراقبون يقومون بتنظيم عمل التلاميذ بالإضافة إلى تخصيص أساتذة لمساعدة التلاميذ على مراجعة دروسهم وتبسيط الدروس التي استعصى عليهم فهمها. يقول شمس الدين تلميذ ثانوي إن فتح الثانوية بعد الخامسة مساء سيمكننا من إيجاد مكان ممتاز لمراجعة الدروس مع بعضنا خاصة وأننا لم نكن نستطيع أن نجد أماكن لمراجعة الدروس، كما لا تستطيع الفتيات الحضور إلى منازل التلاميذ الذكور، لذلك فرن هذه العملية ستمكننا من حل مشكلة الاجتماع فيما بيننا بالتواجد داخل الثانوية وهو الأمر الذي لن يزعج أولياءنا وسيكونون أكثر طمأنينة. أما أولياء التلاميذ فقد وجدوا أن الأمر يحتاج إلى التشجيع فمثل هذه المبادرات ستساعد أبناءهم على استيعاب الدروس بشكل أفضل كما تقلل من الضغوط التي يتعرض لها الأولياء خاصة الذين يجتاز أبناؤهم امتحانات مصيرية، فهو بالإضافة إلى تقليله للأعباء المادية المترتبة عن الدروس الخصوصية يريح الآباء من عناء السؤال والبحث عن أساتذة لتدريس أبنائهم.