أشار المحلل السياسي محمد الشريف ضروي، إلى أن زيارات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون نحو عدد من الدول العربية مؤخرا، تندرج في إطار تطبيقه لبرنامجه الدبلوماسي الذي وعد به الجزائريين، سيما استرجاع الجزائر لريادتها الدبلوماسية التي فقدتها سابقا لصالح دول أخرى، مبرزا بأن هذه الزيارات قد أعطت دفعا قويا لتحضيرات الجزائر من أجل عقد قمة الجامعة العربية هذه السنة بأراضيها. وأفاد ضروي في تصريح خص به جريدة "الاتحاد"، بأن: "فيما يخص الزيارات الأخيرة لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى العديد من الدول العربية، أين بدأ بزيارة إلى دولة قطر ثم الكويت وما سبق ذلك من زيارته إلى مصر، أولا تدخل كلها ضمن الاستراتيجية التي تجلت في العمل الدبلوماسي كاستراتيجية وطنية تدخل ضمن المشروع الوطني لاستعادة الدور الإقليمي للجزائر، خاصة في ظل التوتر الرهيب الذي تشهده المنطقة العربية، على غرار ما يحدث في السودان وليبيا وسوريا، وثانيا هناك نقطة أن رئيس الجمهورية باعتباره الرجل الأول للدبلوماسية الجزائرية قبل الجميع، فإن ما يقوم به حاليا دبلوماسيا يستند على برنامجه الانتخابي في ضرورة عودة الجزائر لدورها الريادي الذي اختزل لصالح دول أخرى في فترات سابقة، وعلى رأس هذه الفترات فترة العشرية السوداء". وأضاف محدثنا بأنه: "يمكننا هنا أن نتكلم أيضا عن تحضيرات الجزائر لقمة الجامعة العربية على أراضيها، والتي تعرف شبه اتفاق عربي على انعقادها قبل نهاية سنة 2022 الجارية، فالرئيس تبون يتحرك بصفة شخصية للوصول إلى إشراك وتأكيد حضور جميع زعماء وملوك ورؤساء الدول العربية، حتى تكون القمة على قدر الملفات التي ستعرض عليها، سيما وأن العديد من الدول العربية تعيش وضعيات متوترة وحالة لا استقرار سيما في المجال الأمني، على غرار تأجيل الانتخابات في دولة ليبيا وهو ما يمس باستقرار وأمن الشعب الليبي قبل كل شيء، كما يمكننا أن نتحدث عن التوتر وعدم الاستقرار في دولة السودان، كما يمكننا أن نتحدث أيضا عن تحرك الجزائر لإقناع العديد من الدول العربية من أجل رجوع سوريا لشغور منصبها في الجامعة العربية، إلى جانب بطبيعة الحال الملف التاريخي، ملف الأمم العربية جمعاء، وهو ملف القضية الفلسطينية، خاصة في ظل العديد من المتغيرات التي يمكننا أن نتكلم عنها في الجوانب السياسية والدبلوماسية، أبرزها التطبيع مع الكيان الصهيوني من بعض الدول العربية، وهو ما يحسب ضد القضية الفلسطينية وضد مبادئ الأمة العربية ككل". وأبرز المحلل السياسي نفسه بأن: "تحركات رئيس الجمهورية في اتجاه العديد من الدول العربية، تدخل أيضا من أجل تحريك وتفعيل عدد من الملفات الثنائية، على غرار الشراكة الاقتصادية والتجارية وشؤون الجالية والتبادل الثقافي والعلمي، وما يدخل في الإشراف المباشر للرئيس تبون لمختلف مسارات الدبلوماسية الجزائرية للعودة إلى الريادة الحقيقية لها".