انطلقت اليوم, بمدينة شرم الشيخ المصرية، فعاليات الجلسة الافتتاحية للدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأممالمتحدة لتغير المناخ (كوب-27), الذي ترأسه مصر, وسيمتد من 6 إلى 18نوفمبر الجاري. وانطلقت أشغال الجلسة الافتتاحية لهذا الحدث العالمي, المنظم على مدى 13 يوما تحت شعار معا من أجل التنفيذ بمركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات, بينما ستبدأ أعمال قمة قادة العالم اليوم والتي ستعرف إلقاء الكلمات الرسمية والبيانات الوطنية لقادة ورؤساء وملوك الدول المشاركة. وستمتد القمة الرسمية على مستوى رؤساء الدول والحكومات التي يحضرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على مدى يومين (7و8 نوفمبر) قبل الشروع في مناقشة الموضوعات المتعلقة بقضايا التغير المناخي والذي سيخصص, لكل منها, يوم خاص, بمشاركة 197 دولة, بحضور الرؤساء والوزراء والخبراء والناشطين في مجال المناخ وممثلي المجتمع المدني وكذا ممثلي مختلف المؤسسات والهيئات الدولية ذات الصلة. ومن بين أهم الموضوعات التي سيتم مناقشتها خلال هذه الأيام, المنظمة في إطار فعاليات الدورة 27 لقمة المناخ, مسألة التمويل و البحث العلمي وإزالة الكربون والتكيف مع الزراعة والمياه و الطاقة والتنوع التكنولوجي وكذا مناقشة واقتراح الحلول الممكنة لقضايا التغير المناخي. بودن يترأس الوفد البرلماني شاركت الجزائر بمدينة الأقصر المصرية في أشغال المنتدى الدولي حول التغيرات المناخية وكيفية تمويل البرامج والمشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة كوب 27 والذي يهدف إلى خلق حوار مع المشرعين المنتخبين والوكالات المانحة والقطاع الخاص. ويشارك في أشغال هذا المنتدى وفد برلماني جزائري برئاسة نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني منذر بودن الذي أبرز في تصريح للقناة الإذاعية الأولى أهمية المنتدى من خلال المواضيع المقترحة للنقاش. وأشار منذر بودن إلى أن برنامج أشغال اليوم الأول لهذا المنتدى خصصت لمناقشة موضوعي ارتفاع درجة حرارة الأرض وإمدادات المجتمعات بالطاقة ، في حين يتضمن برنامج اليوم الثاني مناقشة موضوعين رئيسيين أيضا يتعلق الأول بالشبكات القارية المخصصة لربط المناطق الغنية بالطاقات المتجددة مع المراكز الحضارية والصناعية فيما يدور الموضوع الثاني حول تكييف الأنظمة البنكية مع تمويل النظام الطاقوي الجديد . وينظم هذا الملتقى بمبادرة من منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية وبالشراكة مع البرلمان الإفريقي و مفوضية الاتحاد الأوروبي . من العنوان وقائمة الموضوعات على الطاولة، تبدو قمة «كوب27» سياسية واجتماعية وبيئية وإنسانية، لكن في القلب يبدو الاقتصاد عمود الخيمة الرئيسي، فالاقتصاد كان السبب الأساسي للتغير المناخي، والاقتصاد هو الحل الرئيسي للخروج من الأزمة. نشأت أزمة المناخ بالأساس نتيجة عوامل اقتصادية؛ إذ اندفع العالم منذ بداية الثورة الصناعية في بداية القرن العشرين نحو الصناعة بكثافة، دافعاً خلال ذلك بمزيد من العوادم إلى الأجواء، وحاصداً ملايين الأشجار والغابات والمساحات الخضراء، سواء لاستغلالها كوقود أو كخامات صناعية أو حتى للتوسع في بناء تلك المصانع. ومع دوران عجلة الاقتصاد، ومئات المليارات من المنتجات النافثة لغازات الدفيئة، تهدد وجود البشر ذاته على الكوكب. خبير استراتيجي: قمة شرم الشيخ محاولة لإعادة مشكل التغير المناخي للواجهة قال الدكتور محمد الشريف ضروي، المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي، أن ما يحدث في قمة شرم الشيخ كوب 27 هو محاولة لإعادة مشكل تغير المناخ للواجهة بعد أن فرضت قضايا النزاعات الدولية والإقليمية على جدول أعمال القمم العالمية. وأضاف الخبير الاستراتيجي في تصريحات لبرنامج هذا الصباح بالتلفزيون العمومي، أن شعوب العالم وحكوماتها باتت تلاحظ جليا الانعكاسات السلبية للتغير المناخي نتيجة الاستعمال المفرط والمبالغ فيه للمواد الأولية الأحفرية على غرار الغاز والبترول والفحم، خاصة ما شهده العالم هذه الصائفة أين بلغت درجات الحرارة مستويات قياسية لم تعهدها من قبل بالإضافة إلى الجفاف وزيادة معدلات الفيضانات مثلما شهدته باكستان شهر سبتمبر الفارط. واعتبر المتحدث أن قمة شرم الشيخ ستقسم على بعدين أولهما يرتكز على زيادة التنسيق والوعي والتكامل في ما بين حكومات العالم لخلق إستراتيجية حقيقية ذات فعالية وفق ميكانيزمات جديدة تلتزم بها الحكومات جميعا، ميرزا أن القمة تعقد بحضور رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، حيث سيتم التركيز على التنسيق وتعزيز التعاون وإعطاء إستراتيجية ذات فعالية حقيقية. أما البعد الثاني فسيتم التركيز على خلق تعاون حقيقي من خلال تمويل دول الشمال للجنوب وإيجاد آليات للتنسيق فيما بينها، خاصة بعد أن تعهدت دول الشمال التزامها بدعم مالي معتبر لدول الجنوب بداية من العام 2024.