حرق 52 محلا وتسجيل إصابة 60 شخصا قام مجلس أعيان الميزابيين لقصر غرداية بإرسال نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وذلك إثر حالة اللاّأمن التي تشهدها المنطقة وما عرفته من أعمال تخريب ونهب وحرق للمحلات نتيجة تجدد المواجهات بين مجموعات من الشباب ليلة الخميس إلى الجمعة عبر عدد من أحياء المدينة.وقال مجلس أعيان المزابيين في بيان له والذي تحصلت جريدة "الاتحاد" على نسخة منه "إن منطقة وادي ميزاب بولاية غرداية تٌخرب وتٌحرق وهي مفتوحة لما هو أدهى،أعظم وكارثي"، مطالبين بحقهم الدستوري في أمن المواطنين والممتلكات، خاصة وأن الأوضاع في خطر في ظل انسحاب القوات الأمنية من بعض المواقع الحساسة لأكثر من 48ساعة، مجددين استغاثتهم قبل فوات الأوان، مشيرين أنهم قاموا بعدة تحذيرات مسبقة لوالي الولاية منذ ثلاث أيام بخصوص خطورة الوضع جراء هذا الانسحاب، إلا أن هذا الأخير لم يأخذ الأمر بجدية، محملين إياه المسؤولية الكاملة أمام الله الوطن والتاريخ، وما قد ينجر عن هذا الأمر.وكان قد تعرض 52 محلا ذا طابع تجاري وسكني لأعمال تخريب ونهب قبل إضرام النار فيها ليلة الخميس إلى الجمعة عبر عدد من أحياء مدينة غرداية إثر تجدد المواجهات بين مجموعات من الشباب، حيث خلفت هذه الموجة الجديدة من المناوشات نحو 60 جريحا وفقا لما أفادت به مصادر إستشفائية بغرداية.وللإشارة فأن هذه الاشتباكات العنيفة كانت قد اندلعت الأربعاء ليلا واستمرت إلى غاية أول أمس بين مجموعات من الشباب بأحياء ثنية المخزن وباب السعد والعين وساحة السوق بوسط مدينة غرداية وساحة الأندلس، حيث تحولت أحياء ثنية المخزن وحاج مسعود ومليكة السفلى ليلة الخميس إلى مسرح لمواجهات عنيفة تخللتها أعمال رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة ومواد أخرى مشتعلة قبل أن تمتد هذه المناوشات بشكل تصعيدي إلى أحياء أخرى لا سيما منها وسط المدينة حيث ارتكبت أعمال تخريب ونهب للمحلات، ما استدعى إعادة نشر جهاز أمني مكثف من طرف قوات مكافحة الشغب والشرطة مدعما بوحدات التدخل للدرك الوطني بمختلف الأحياء الساخنة للمدينة بغرض وضع حد لهذه المواجهات العنيفة واسترجاع الأمن والهدوء بالمنطقة، وقد لجأت القوات الأمنية إلى استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتشابكين قبل أن يقوم هؤلاء الشباب مثيري هذه المناوشات بمواجهة قوات مكافحة الشغب.هذا وذكر مصدر استشفائي أن نحو ستين جريحا قد أصيب في هذه الأحداث العنيفة بفعل الرشق بالحجارة ومواد أخرى وقد تلقوا الإسعافات اللازمة على مستوى مصلحة الاستعجالات بمستشفى غرداية وبالعيادة الخاصة الواحات من بينهم ثمانية مصابين وصفت حالتهم بالخطيرة جدا، ويوجد من بين هؤلاء الجرحى أربعة أشخاص أصيبوا بحروق وتشوهات جراء تعرضهم لسوائل خطيرة، وقد أغلق أصحاب المتاجر محلاتهم بمدينة غرداية خوفا من أعمال الاعتداء والتخريب والنهب.ويذكر أن مدينة غرداية شهدت نهاية ديسمبر الفارط مواجهات عنيفة قبل أن تمر بفترة من الهدوء، وسجلت بعض أحياءها خلال شهري جانفي وفيفري المنقضيين مناوشات ومواجهات أخذت طابعا تصيعديا بين مجموعات من الشباب.