اعلنت حركة حماس الاثنين تعليق اعمال لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة عشية بدء عملية تحديث سجلات الناخبين التي كانت مقررة الثلاثاء والتي تعتبر خطوة لا بد منها لاجراء الانتخابات التي نص عليها اتفاق المصالحة الوطنية. وتعليقا على ذلك، اعتبر مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الاحمد ان هذا الاجراء هو "قرار من حماس في غزة بوقف المصالحة واعاقتها". وقال سامي ابو زهري الناطق باسم حماس في تصريح صحافي ان الحركة قررت "تعليق عملية التسجيل بشكل مؤقت إلى حين التوافق بين الأطراف المعنية بما يضمن إزالة العقبات التي تحول دون ذلك وتوفر الأجواء الصحية اللازمة لضمان عملية تسجيل سليمة ومتوازية في غزة والضفة والخارج". واشار الى "الانتهاكات القائمة في الضفة والتي تسببت بعدم توجه أعداد كبيرة من أنصار الحركة للتسجيل بسبب سياسة القمع الأمني وعدم توفر الظروف الطبيعية، اضافة الى أن ممثلي الحركة في الضفة لا يستطيعون أن يمارسوا دورهم نتيجة القمع والملاحقة الأمنية وهو ما حال دون تمكن الحركة من ممارسة أي دور رقابي على عملية التسجيل، وعلى سجل الناخبين الذي تم إعداده خلال الفترة الماضية". واضاف "ان المتفق عليه هو التزامن في الاجراءات الانتخابية بين المجلس الوطني والانتخابات الرئاسية والتشريعية للسلطة الا أنه تم فتح عملية التسجيل لانتخابات السلطة فقط وهو ما يناقض الاتفاق ولذا يجب اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان سير عملية التسجيل لكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج لضمان إجراء انتخابات المجلس الوطني والرئاسة والتشريعي بالتزامن حسب الاتفاق". واوضح المتحدث ان "هناك عددا كبيرا من المواطنين المقيمين في غزة والضفة ولا يحملون هويات شخصية ولهم حق المشاركة ويفترض أن يعالج أمرهم قبل فتح باب التسجيل". وتحدث عن "بعض الملاحظات على أداء اللجنة خاصة في ما يتعلق بآلية اختيار الموظفين الذين تم تعيينهم في اللجنة في مكتب غزة في الفترة الأخيرة وكذلك الارتباك الذي صاحب عملية اعتماد هيئات الرقابة من مؤسسات المجتمع المدني بين الرفض والقبول وعدم حسم هذه المسألة إلا في وقت متأخر". وقال ان ذلك "جعل هذه المؤسسات غير جاهزة وبحاجة الى وقت إضافي لاختيار مراقبيها والاستعداد لعملية الرقابة على عملية التسجيل". وتعليقا على ذلك، قال عزام الاحمد لفرانس برس "هذا قرار من حماس في غزة بوقف المصالحة واعاقتها"، معربا عن امله "ان تعيد حماس النظر بقرارها وتتوقف عن التدخل في عمل لجنة الانتخابات وان تلتزم بنصوص اتفاق المصالحة وروحه". واوضح الاحمد انه لم يفاجأ بقرار حماس وقف عمل لجنة الانتخابات "لان تصريحات حماس في غزة المتلاحقة لا تدل عن رغبة وارادة للالتزام بما اتفق عليه". واوضح ان "لجنة الانتخابات تسجل الناخبين لكل الانتخابات الرئاسية والتشريعية وللمجلس الوطني والبلديات"، وهي "مستقلة استقلالية تامة ولا يحق لاي حزب او قوة سياسية التدخل بعملها". من جهتها اكدت حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "ان قرار حماس القاضي بتعليق عمل لجنة الإنتخابات المركزية في محافظات قطاع غزة لا يصب في مصلحة انهاء الانقسام ولا يخدم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الوطنية". وقالت عشراوي "ان تعزيز مبادىء الديمقراطية يشكل اختبارا للالتزام بترميم النظام السياسي بكامله واعادة الشرعية والمصداقية له، وهي مؤشر على الالتزام بعملية المصالحة على اسس سليمة لان من حق الشعب ان يقول كلمته" وطالبت حركة حماس "بعدم تاجيل عمل لجنة الانتخابات وايجاد المبررات لحرمان الشعب من حقه في المشاركة الديمقراطية الحقيقية وفي النظام السياسي". وكان مقررا ان تبدأ لجنة الانتخابات المركزية عملية تحديث سجلات الناخبين الثلاثاء بعد ان سمحت لها حماس بالعمل في قطاع غزة نهاية ايار/مايو الماضي. وتحديث سجلات الناخبين يعتبر مرحلة اساسية لتنظيم عملية الانتخابات التي ينص عليها اتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية الموقع في 27 نيسان/ابريل 2011 بين فتح وحماس. وبموجب هذا الاتفاق يتم تشكيل حكومة وفاق وطني تشرف على اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية خلال مهلة سنة.