انتهت منتصف الليلة الماضية بالتوقيت العالمي الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية في موريتانيا، حيث دخلت البلاد أمس في صمت انتخابي بعد أسبوعين من انطلاق حملة الدعاية، ويصوت أفراد الجيش وقوات الأمن. لا تتوفر أرقام لعدد الناخبين من العسكريين والأمنيين الذين سيدلون بأصواتهم في حوالي 55 مركز اقتراع بمختلف أنحاء البلاد، حيث يتنافس في الانتخابات خمسة مترشحين هم الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، ورئيس حزب الوئام الديمقراطي المعارض بيجل ولد هميد، والناشط الحقوقي بيرام ولد الداه ولد اعبيد ورئيس حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية-حركة التجديد إبراهيما مختار صار، ولالة مريم بنت مولاي إدريس. كما قاطع هذه الانتخابات المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض، الذي يضم 17 حزبا سياسيا وعددا من الشخصيات المستقلة والمركزيات النقابية التي تقول إن هذه الانتخابات معروفة النتائج مسبقا ولا تتمتع بأدنى شروط الشفافية والنزاهة، كما قد كثف المتنافسون الخمسة نشاطاتهم الدعائية في الساعات الأخيرة من الحملة بغية حشد أكبر نسبة من الناخبين، كما حرص المقاطعون على التعبير عن رفضهم الانتخابات حتى اللحظة الأخيرة من الحملة بغية الحشد لمقاطعتها من الناخبين، ومن جهتها نظمت بعض أحزاب المنتدى مسيرة بالسيارات حمل المشاركون فيها شعارات المقاطعة وطالبوا المواطنين بعدم الذهاب إلى مراكز الاقتراع، كما قد تميزت الحملة بالفتور في أغلب الأحيان، وغاب التنافس بين المترشحين، مما ترك انطباعا لدى المراقبين بأنها لم تكن حملة جدية بين متنافسين على منصب بمستوى رئاسة الجمهورية، كما كانت قضية المقاطعة مثار جدل كبير على الساحة السياسية حتى بدا التنافس وكأنه بين المشاركين في الانتخابات والمقاطعين لها لا بين المترشحين، غير أن انعدام التنافس الجدي بين المترشحين في هذه الانتخابات، والإحساس بأن نتائجها تكاد تكون محسومة مسبقا لصالح محمد ولد عبد العزيز، لم يحل دون حدة الخطاب أحيانا، وتبادل الاتهامات بين المترشحين أحيانا أخرى، كما تميزت الحملة باستخدام بعض المترشحين خطابا سياسيا اعتبره بعض المحللين والفعاليات السياسية الموريتانية عنصريا وفئويا ومهددا للوحدة الوطنية.في حين ساهم الاصطفاف السياسي الذي تعرفه الساحة الموريتانية في تنوع خطاب الحملة وربما حدته، حيث شكلت مقاطعة منتدى المعارضة للانتخابات محورا شبه ثابت في كل تفاصيل خطابات المترشحين. ومن جهتها كانت مقاطعة المنتدى موضع نقد متواصل من طرف الرئيس المنتهية ولايته محمد ولد عبد العزيز، الذي كان بدوره موضع نقد واتهام من طرف المنتدى الذي اعتبر الانتخابات "مسرحية سيئة الإخراج".كما قد رفع المنتدى شعار المقاطعة في هذه الانتخابات بحجة أحاديتها وعدم توفر أي شرط من شروط النزاهة أو ضمانة من ضمانات الشفافية، واعتبر أن مشاركته فيها تعتبر "تزكية لمهزلة معروفة النتائج مسبقا" على حد تعبير رئيس المنتدى الشيخ سيد أحمد ولد بابا مين.وأما بدوره يقاطع حزب التحالف الشعبي بزعامة رئيس البرلمان السابق مسعود ولد بلخير هذه الانتخابات بحجة أن اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات عاجزة وغير محايدة ولا يمكن الاطمئنان لانتخابات تتولى الإشراف عليها، ولا الثقة فيها، وهي نفس الحجج التي قدمها حزب الصواب لتبرير مقاطعته.