أعلن الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، عن تزكية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للحزب، حيث قام المشاركون في المؤتمر العاشر للحزب بتزكية برفع الأيادي، وقال رئيس الجمهورية في الرسالة التي بعث بها للمؤتمرين بأن مسؤولياته الدستورية تفرض عليه عدم التحزب كونه رئيسا لكل الجزائريين أنى كانت مشاربهم.وجدد رئيس الجمهورية ثقته في مناضلي الحزب العتيد وذلك في رسالة بعثها للمؤتمرين قرأها نيابة عنه وزير العلاقات مع البرلمان الطاهر خاوة، حيث أردف قائلا "إني واثق بأنكم ستجعلون من حزب جبهة التحرير في هذه المرحلة الجديدة من مسيرته حزبا يتطور متفاعلا منسجما مع مستجدات العصر، متمكنا من قيادة ركب التجدد الوطني، الذي لا مفر منه لمجتمعنا، لكي يتحكم في أسباب الرقي و يتخلص نهائيا من مظاهر التخلف"، وأضاف" ..أعرب لكم عن ارتياحي لتمكن قيادتكم من الحفاظ على تماسك بنية هذا الحزب التاريخي العتيد المتجذر في أعماق الشعب الجزائري بالرغم مما تخلل مسيرته الطويلة من صعاب عقب دخول بلادنا عهد التعددية السياسية وخاصة ما ألم به خلال السنوات الأخيرة من محاولات متوالية لزعزعته".وعرج الرئيس إلى الصعوبات التي استطاعت الجزائر تجاوزها في وقت سابق حين قال" الجزائر استطاعت فور ميلاد جبهة التحرير الوطني أن تتجاوز تلك المجازر الوحشية التي حدثت في مثل هذا الشهر قبل سبعين عاما وحولت دموع الألم إلى دموع ابتهاج واستبشار متواصل بالانتصارات تلو الانتصارات بفضل رباطة جأش محرريها الأشاوس وعزائمهم الصلبة القوية. فما أعظمه من كفاح خاضوه بثقة في النفس وإيمان بالنصر وما زلتم تستكملونه بعدهم وستظلون أنتم والآتون بعدكم على مواصلته بكل عزم وثبات على الدوام أوفياء للوطن العزيز".هذا ودعا بوتفليقة الحزب العتيد ليكون قدوة للأحزاب الأخرى في الجزائر قائلا:" أصبح لزاما على حزبكم أن يضطلع بدور الأسوة الحسنة للأحزاب الناشئة"، وأضاف" ..يتعين عليه حتما أن يسعى هو قبل غيره إلى تعميق الديمقراطية الصحيحة وتوسيع صفوفه بالتجديد والتشبيب وبالتفتح على سائر شرائح المجتمع في المدن والقرى خدمة للصالح العام"، مشددا على الأهمية التي سيحققها المؤتمر حين قال" لا شك أنكم ستوفقون في إنجاح أعمال هذا المؤتمر والخروج منه متحدين متكاتفين وراء قيادتكم التي ستنبثق عن هذا المؤتمر نتاجا لحسن اختياركم وإمعان تبصركم وإعمال حسكم النضالي الذي لا يعرف الارتجال ولا المحاباة في إحكام اختيار الأنسب للنساء والرجال القادرين على تحمل المسئوليات بجدارة وإخلاص.. عندئذ ستحدثون بلا ريب وثبة نوعية ضمن منهج عمل حزبكم مما سينعكس إيجابيا بشكل أو بآخر على الحياة الوطنية في مختلف جوانبها ومستوياتها".وتجدر الإشارة إلى أنه تمت تزكية الرئيس بوتفليقة رئيسا شرفيا للحزب من قبل المشاركين في المؤتمر الثامن الجامع لهذه التشكيلة السياسية في 2005، كما إن هذا المؤتمر عرف اعتماد 6371 مندوبا فيما غاب عنه 30 آخرون، منهم 8 نساء. هذا وتميز المؤتمر بغياب المعارضة التي كشفت في عديد المرات مساعيها لإبطال هذا المؤتمر لكن القضاء الجزائري حكم لصالح سعداني بمنحه الترخيص لعقد مؤتمره وفقا للقانون فيما ضلت المعارضة خارج اللعبة.