كشفت المؤسسة الوطنية لتسويق و توزيع المنتجات النفطية "نفطال" عن الخطوط العريضة لمخططها التطويري الذي يمتد إلى غاية 2030 و الموجه لتعزيز موقعها في السوق الوطنية و رفعها إلى مصاف كبريات المؤسسات المختصة في توزيع المنتجات النفطية. و يرمي هذا المخطط الطموح الذي تم عرضه خلال لقاء حضره الرئيس المدير العام لنفطال حسين ريزو و كذا الرئيس المدير العام للشركة الأم سوناطراك أمين معزوزي أساسا إلى تحقيق استقلالية وطنية في تخزين الوقود لمدة 30 يوما أي بحجم يعادل 1ر2 مليون م3 في آفاق 2020 مقابل 10 أيام حاليا (7ر0 مليون م3) و هو ما سيسمح بمضاعفة القدرات الحالية بثلاث مرات. و لتحقيق هذا الهدف يتم حاليا انجاز تسع مراكز للتخزين ستمكن- بعد استلامها- من رفع القدرات الوطنية للتخزين ب 415.000 م3 أي بارتفاع 50ب بالمائة مقارنة بالقدرات الحالية حسب المعطيات المقدمة من طرف مدير التخطيط و الإستراتيجية و الاقتصاد بنفطال محمد بن شوبان. و تتمركز هذه المشاريع في كل من الجزائر العاصمة و الخروب (قسنطينة) و بجاية و سوق أهراس و عنابة و سيدي بلعباس و أدرار و تندوف و تمنراست. كما سيتم إطلاق حوالي عشرة مشاريع مماثلة خلال 2017 بطاقة إضافية تساوي 5ر1 مليون م3 و هو ما سيحقق استقلالية تخزين ل 22 يوما وفق معطيات بن شوبان. و من جهة أخرى قامت نفطال بإطلاق عدة مشاريع لنقل الوقود عن طريق الأنابيب بهدف تقليل اللجوء إلى النقل البري و ضمان تموين السوق الوطنية من الوقود و تحسين نظام التوزيع و النظافة و المحافظة على البيئة. ويتعلق الأمر خصوصا بمشروع ازدواجية شبكة قنوات سكيكدة-الخروب (على خط 105 كم) و شبكة انابيب الخروب-العلمة (103 كم). وإضافة إلى هذا من المرتقب إطلاق قبل نهاية 2017 ثلاثة مشاريع أخرى بكل من العلمة-برج بوعريريج و برج بوعريريج-البويرة والبويرة- الجزائر بطول 345 كم. وفي ذات الصدد تم تسجيل ستة مشاريع قنوات في إطار المخطط الجديد للتكرير لسوناطراك والتي من المقرر استلامها في غضون 2010 حسب ذات العرض المقدم. ويتعلق الأمر بالخطوط الرابطة بين تيارت-شلف (150 كم) و تيارت-بوغزول (165 كم) وتيارت-سعيدة (120 كم) ومصفاة تيارت-مخزن تيارت (40 كم) وسعيدة-سيدي بلعباس (110 كم) والخروب-باتنة (105 كم). وبخصوص تحسين ظروف توزيع الوقود في المدن الكبرى سيتم انجاز 136 محطة-خدمات كبيرة في آفاق 2030 في ضواحي المدن والطرق السريعة والطرق الاجتنابية إضافة إلى 52 محطة-خدمات على مستوى باقي المحاور الطرقية. وفي ذات المجال سيتم انجاز 14 مناطق-خدمات خلال السنوات الثلاثة القادمة والتي تضاف إلى ال28 التي توجد حاليا. اهتمام كبير بالوقود النظيف وفيما يتعلق بتطوير غاز البترول الممسيع (سيرغاز) فمن المقرر إنشاء 1.000 نقطة بيع على مستوى المحطات تضاف إلى 610 الموجودة حاليا لتغطي بذلك 72 بالمائة من حظائر محطات-الخدمات المؤسسة. كما تعول نفطال على إنشاء 21 مركزا لتحويل غاز البترول المميع/ المضغوط إضافة الى30 مركز آخر موجود حاليا ما سيسمح للمؤسسة تحويل 26.500 سيارة سنويا ابتداء من 2017. ويتطلب تجسيد كل هذه العمليات غلاف مالي يصل إلى 564 مليار دج منها 203 مليار دج لتطوير شبكة محطات الوقود، 152 مليار دج لرفع قدرات التخزين و 102 مليار دج لانجاز وتصليح القنوات.وفضلا عن ذلك، سيتم تخصيص 15 مليار دج لإعادة تأهيل وعصرنة وحدات للغاز الطبيعي المميع. ومن إجمالي غلاف قدره 564 مليار دج، تعتزم نفطال الاستفادة من سندات على الأمد الطويل بقيمة 2ر283 مليار دج لتمويل مشاريع استراتيجية مسجلة في البرنامج أي أكثر من نصف القيمة الإجمالية. أما عن الموارد الخاصة بالمؤسسة، فيتم توجهيها للتمويل الذاتي للمشاريع المسجلة في الفترة 2017-2021، حسب نفس المسؤول. وخلال مداخلة ألقاها في نفس اللقاء، شدد الرئيس المدير العام على ضرورة تثمين الموارد البشرية والتي تمثل حسبه "قلب" الاستراتيجية الجديدة للمؤسسة. وفي معرض رده على سؤال حول الآثار المالية المتوقعة نتيجة الزيادات الجديدة في أسعار الوقود، أوضح ريزو أن الأمر يتعلق أساسا بمداخيل جبائية موجهة للخزينة العمومية بينما تستفيد نفطال من 600 مليون دج إضافية. وحول مبيعات غاز البترول المميع في 2016، تم تسجيل زيادة بحوالي 20% مقارنة ب2015 مع نمو بلغ 40% في بعض الولايات. وبغضون 2030، يتوقع أن تبلغ الحظيرة الوطنية للسيارات التي تسير بغاز البترول المميع نحو 30% حسب المدير.من جهته، أبدى الرئيس المدير العام لسوناطراك دعمه لمخطط تطوير نفطال بين 2017-2030.وكشف من جانب آخر أن رقم أعمال المجمع لعام 2016 سيتجاوز 5ر27 مليار دولار.