نشر الجيش الحر المتمثل في «فيلق الرحمن» أحد التشكيلات العسكرية المعارضة العاملة شرق العاصمة دمشق، حصيلة خسائر قوات الفرقة الرابعة خلال 62 يوماً الأخيرة من المعارك خلال الفترة الممتدة من 18 حزيران /يونيو الفائت، وحتى 18 آب /أغسطس الحالي. الإحصائية تشير إلى مقتل أكثر من 355 مقاتلاً للنظام من مرتبات الفرقة العسكرية الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، بينهم 18 ضابطاً برتب مختلفة، إضافة إلى جرح 800 مقاتل آخرين خلال مواجهات في حي جوبر وبعض جبهات ريف دمشق المحاصر، فضلاً عن اعطاب أكثر من 50 آلية عسكرية للنظام تنوعت ما بين دبابة ومنصات أطلاق الصواريخ الشديدة الانفجار «صواريخ فيل» وعربات الشيلكا، وفوزديكا وغيرها. وقال مصدر عسكري مسؤول في القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية فضل حجب هويته في اتصال هاتفي مع «القدس العربي» ان اتفاق خفض التصعيد الذي ابرم مع فيلق الرحمن مؤخراً هو اعترف رسمي بهزيمة النظام بعد ان تمكنت المعارضة السورية المسلحة من خرق خطوط الأسد النارية المحيطة بدمشق، واستنفر النظام لصدها كل طاقاته ما جعل الأسد في موقف محرج أمام الحليفين الروسي والإيراني. واعتبر المتحدث العسكري ان الخسائر التي تكبدها النظام السوري مؤخراً على الجبهات الشرقية للعاصمة، من الانكسارات الباهظة الثمن التي أرغمت النظام ومن خلفه موسكو على توقيع اتفاق تخفيف التصعيد بعد تجاهلهم لفيلق الرحمن فترة تتجاوز الشهر، عازياً الامر إلى ان النخب العسكرية التي عوّل عليها الأسد والمتمثلة بالفرقة الرابعة، قد فشلت بكامل ترسانتها ودعمها الجوي والمدفعي أمام إمكانيات فصائل المعارضة التي تعتبر قليلة اذا ما قورنت بامكانيات دول متمثلة بالنظام السوري وموسكو وايران فضلاً عن ميليشياتها الطائفية. من جهة ثانية أشارت القناة المركزية لقاعدة حميميم الروسية إلى إمكانية خروج جبهة النصرة العاملة في الغوطة الشرقية من المنطقة إلى الشمال السوري، مهددة بحلول دموية حسب وصفها، حيث قالت انه «حتى الآن لم يقدم مقاتلو التنظيمات المتشددة في منطقة خفض التوتر في الغوطة الشرقية أي مؤشرات على قبولهم بالخروج الآمن من المنطقة المحددة، برامج الدعم السرية المقدمة من الدول الداعمة للإرهاب أعطت تعليماتها للتنظيم المتشدد بالتشبث بقرار البقاء في المنطقة، الأمر الذي سيجعل من تطبيق الحلول الدموية أمراً حتمياً» حسب المصدر. فيما قالت مصادر خاصة ل»القدس العربي» ان جبهة النصرة في ريف دمشق قد حلت نفسها، بعد اتفاق تخفيف التصعيد الذي ابرم بين ممثلين عن وزارة الدفاع الروسية وفيلق الرحمن في جنيف، وذلك لتفادي قتالها من قبل الأخير بعد ان تعهد للجانب الروسي بإنهاء وجود النصرة في الغوطة الشرقية، حسب البيان الصادر عن القيادة العسكرية لفيلق الرحمن.