استمتع الجمهور القالمي ليلة أمس، بمسرحية "جا يسعى ودر تسعة" للتعاونية الفنية للمسرح بورسعيد في اليوم ما قبل الأخير للمهرجان المحلي للمسرح المحترف التي حاولت أن تسلط الضوء على أن تصنع الرقي الاجتماعي لبعض العائلات لا يمكنه إخفاء حقيقة التفكك العاطفي. وتطرق هذا العمل الفني الذي قام بإعداد نصه الأصلي وإخراجه الفنان علي جبارة أمام عشاق الفن الرابع على ركح المسرح الجهوي محمود تريكي لموضوع الخيانة الزوجية الذي ينخر بعض العائلات التي بنت تركيبتها على أسس مصلحية تتغذى بالمظاهر الخداعة من أجل العيش في مصاف الطبقات الراقية. وتصور المسرحية التي أداها 6 فنانين في طابع فكاهي خفيف واقع ثلاث عائلات تحمل كل واحدة منها دلالة رمزية معينة بحيث يمثل الثنائي الأول زوجا ومسؤولا سياسيا يوهم الناس بأنه صاحب مبادئ لكنه غير ذلك تماما فهو مخادع وخائن لزوجته التي تخونه بدوها رغم أنهما يظهران الحب والود. أما الثنائي الثاني فيمثله زوج صاحب نفوذ ومال يظن بأنه قادر على شراء كل شيء غير أنه يعيش في عمق مستنقع الخيانة لزوجته وهي نفس الشيء. على النقيض من الشخصيات السابقة فإن العائلة الثالثة يشكلها زوج اضطرته ظروفه الاجتماعية القاهرة إلى أن يتحول إلى لص ورغم ذلك فلديه زوجة تحبه و وفية له كما أنه يحبها بدوره ولا يخونها وهي الرسالة التي حاول المخرج أن يظهر بأن الجري وراء المظاهر الخداعة والسلطة والمال عادة ما يكون سببا في التفكك العاطفي داخل الأسر. وخلال مناقشة العرض بخيمة الشيخ عطاالله التي تم نصبها بجانب المسرح قال المخرج علي جبارة بأن المسرحية تهدف إلى تكسير أحد الطابوهات وهو الخيانة الزوجية. وستختتم سهرة اليوم فعاليات الطبعة ال11 للمهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف الذي تنافست فيه منذ ال25 من جوان الجاري 9 فرق مسرحية من ولايات قسنطينة وسطيف وتبسة وجيجل وبرج بوعريريج والمسيلة إضافة إلى بومرداس و الجزائر العاصمة وقالمة من أجل الترشح للمشاركة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف بالجزائر العاصمة. وسيعلن خلال حفل الاختتام على المسرحية الفائزة بالمرتبة الأولى المتأهلة مباشرة للمسرح الوطني إضافة إلى ترتيب المسرحيتين الثانية والثالثة وذلك من طرف لجنة التحكيم المكونة من الفنان العمري كعوان والفنانة مفيدة عداس والمختص في السينوغرافيا الأستاذ جاب الله حمزة.