دعا مشاركون في ندوة تاريخية حول "الدعم الدبلوماسي للثورة التحريرية ", أمس، بالجزائر العاصمة, إلى ضرورة جمع الشهادات الحية حول هذا الدعم الذي شكل "عاملا محوريا" في إسماع صوت القضية الجزائرية عالميا واسترجاع السيادة الوطنية. وخلال هذا اللقاء الذي نظمته جمعية مشعل الشهيد واحتضنه منتدى جريدة "المجاهد" بمناسبة احياء يوم الدبلوماسية الجزائرية المصادف لثامن من أكتوبر من كل سنة, دعا المجاهد والديبلوماسي صالح بن قبي إلى جمع الشهادات الحية حول أهم الانتصارات التي حققتها الديبلوماسية أثناء الثورة التحريرية مع التركيز على الظروف الصعبة التي ميزت آنذاك عمل الفريق الذي كلف بمهام إسماع صوت القضية الوطنية على المستوى العالمي وذلك بالرغم من قلة الإمكانيات و نقص الخبرة , تضاف لها قوة العدو و مكانته عالميا في تلك الفترة الزمنية. كما تطرق بن قبي خلال مداخلته, إلى الأسباب التي دفعت بمفجري الثورة التحريرية إلى تشكيل جناح آخر لها على المستوى الدولي يهدف إلى تدويل القضية الوطنية و كسب الدعم الدولي لها مع فضح ممارسات المستعمر الفرنسي، مشيرا أن الدعم الدبلوماسي للثورة التحريرية مكن من تشكيل النواة الأساسية للدبلوماسية الوطنية , مشيرا في هذا الصدد إلى أن مبادئ هذه الأخيرة مستمدة من الواقع المعاش في تلك الفترة الزمنية خاصة ما تعلق بمبدأ الدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرهم. دعا الأستاذ الجامعي عامر رخلية في مداختله, إلى الاهتمام بموضوع كتابة تاريخ الدبلوماسية الوطنية التي تعد "نموذجا" يقتدى به حاليا في مجال العلاقات الدولية, إلى جانب إبراز مساهمات الرجال الذين صنعوا تاريخ هذه الديبلوماسية، مؤكدا أن تمسك الديبلوماسية الوطنية بمبادئها لاسيما ما تعلق بتمسكها بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, جعلها "تتعرض لجملة من الضغوطات من قبل بعض الأطراف و الجهات وبالرغم من ذلك يضيف المتحدث--تمكنت الديبلوماسية الجزائرية من تحقيق عدة انتصارات في مجال تمكين الشعوب من حقها في تقرير مصيرها و المساهمة في فك النزاعات بطرق سلمية". وللإشارة , تم بمناسبة تنظيم هذه الندوة تكريم المجاهد و الديبلوماسي ,صالح بن صالح قبي تقديرا وعرفانا لدوره خاصة ما تعلق بالجانب الديبلوماسي أثناء و بعد الثورة التحريرية.