لم يستبعد بن جامين غريفو، الناطق الرسمي للحكومة الفرنسية، اللجوء لحالة الطوارئ لتطويق غضب أصحاب السترات الصفراء. والتقي الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون، بكل من وزيره الأول ووزير الداخلية لتقييم مخلفات الأحداث التي عاشتها باريس اثر احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء"، وقال المتحدث باسم الحكومة في تصريح لإذاعة "أوروبا 1 " أن اللقاء تقييمي بالدرجة الأولى، لكن لم يستبعد أن يتم اللجوء لإقرار حالة الطوارئ لمواجهة الفوضى كما وصفها. وشهدت باريس أول أمس احدى اعنف الاحتجاجات منذ احتجاجات ماي 1968 الشهيرة، أتت حتى على قبر الجندي المجهول. امتد حراك "السترات الصفراء" إلى هولندا، بالتزامن مع تنظيم الحراك ذاته في فرنسا الاحتجاج الثالث له، خلال أسبوعين، اعتراضا على ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة، وتجمع متظاهرون في شوارع عدد من المدن الهولندية، على رأسها لاهاي، ونيميجن، ماستريخت، وألكمار، ويوفاردن إن جرونينجنو، استجابة للدعوات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي للاحتجاج على سياسات الحكومة، وتظاهر نحو 200 شخصا من أنصار "السترات الصفراء" أمام البرلمان الهولندي في مدينة لاهاي؛ ما دفع الشرطة الهولندية إلى إغلاق مبنى البرلمان، حسبما نقلت وكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية. وفي السياق، تداولت وسائل إعلام محلية أنباء تفيد بتوقيف الشرطة متظاهرين اثنين في مدينة لاهاي، وثالث كان يقود مظاهرة في مدينة ماستريخت، جنوبي البلاد، وبدأت احتجاجات "السترات الصفراء" في فرنسا منذ 17 نوفمبر الماضي، احتجاجًا على سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون، وزيادة الرسوم على المحروقات. وانتقلت الاحتجاجات إلى بلجيكا، حيث شارك نحو 600 شخص كانوا في تظاهرة بالعاصمة بروكسل، اعتراضا أيضا على ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة الضرائب. أعلنت الشرطة الفرنسية، أمس، توقيف 458 شخصا في جميع أنحاء البلاد، على خلفية مظاهرات ''السترات الصفراء''، 412 منهم في العاصمة باريس، وقالت الشرطة في باريس إنّ 412 تم التحقيق معهم إثر أعمال العنف التي شهدتها شوارع العاصمة، السبت، 378 منهم تم وضعهم قيد الاحتجاز، حسبما نقلت شبكة ''بي.إف.إم'' التليفزيونية الفرنسية. وذكر موقع ''راديو إنفو'' الفرنسي نقلا عو وكالة الأناضول، أنه تم توقيف 15 شخصا في منطقة ''شارلفيل مزيير'' شمالي فرنسا، و21 في مدينة مارسيليا، إضافة إلى 10 أخرين في بلدية أفينيون، ويعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت لاحق اليوم، اجتماعا طارئا مع رئيس وزرائه إدوارد فيليب، ووزيرالداخلية كريستوف كاستانيه، لبحث سبل الرد على الاحتجاجات ومارافقها من أعمال عنف لاسيما بالعاصمة باريس. وتعهد ''ماكرون'' خلال مؤتمر صحفي من العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس في ختام قمة مجموعة العشرين، بمحاسبة جميع المسؤولين عن أعمال الشغب في باريس، واندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة الفرنسية ومحتجي ''السترات الصفراء'' خلال الاحتجاجات الشعبية في باريس، وتعد مظاهرات أمس هي الثالثة ضمن سلسلة احتجاجات ينظمها أصحاب ''السترات الصفراء'' منذ 17 نوفمبر المنصرم، ضد رفع أسعار الوقود وارتفاع تكاليف المعيشة.