تعترف مجاهدات وفدائيات من عنابة أن حب الوطن هو الذي دفعهن إلى ترك بيوتهن، وحمل السلاح والالتحاق بالمجاهدين في الجبال للمشاركة في تحرير الجزائر؛ حيث عملن كممرضات، وفدائيات، ومنهن من التحقت بالثورة بعد 12 سنة زواجا حين اكتشفت أن زوجها خائن. كانت الندوة التي بادر بتنظيمها، أمس، المكتب الولائي للجمعية الوطنية المرأة في اتصال بالتنسيق مع جمعية الوفاء التاريخية، فرصة للحضور للتعرّف عن قرب عن واقع المرأة في هذه المنطقة من الوطن إبان الثورة التحريرية. قدمت الأستاذة فوزية بوطبة، من قسم علم الاجتماع، محاضرة حول نضالات المرأة إبان الثورة التحريرية؛ حيث ذكرت أن الإنسان الجزائري كان يولد منزوعا من جميع الحقوق الطبيعية إلى أن وعى ذاته، وأعلنها ثورة جارفة ضد حملة استعمارية صليبية. مضيفة أن المرأة في الريف دفعت الثمن غاليا جدا، وكذا في المدينة؛ حيث كانت فدائية وعاملة في بيوت المعمرين تنقل الأسرار للمجاهدين. كما أن هناك من لم تتزوج من أجل القضية وبقيت عازبة. ودعت المحاضرة إلى توريث هذه الصفحات الناصعة من البطولات للأجيال. إلى جانب ذلك، قدمت المجاهدتان خمار جنات ودخيل فطيمة شهادات حية عن وقائع عايشتاها في جبال الإيدوغ، حيث ذكرت المتدخلة الأولى أنها تركت بيتها والتحقت بصفوف الثورة بعدما اكتشفت أن زوجها خائن، حيث فارقته بعد 12 سنة زواجا. في حين تحدثت دخيل فطيمة والدموع تنهمر على وجنتيها عن يومياتها في الجبال إلى جانب إخوانها المجاهدين، حيث عملت كممرضة، في الوقت الذي لم تكن تعرف فيه أبسط مبادئ هذه المهنة. كما قامت في العديد من المرات بتوصيل رسائل بين المجاهدين دون أن تقع في قبضة جنود الاحتلال.