دعا قائد أركان الجيش في تونس التونسيين إلى الهدوء وعدم الانسياق إلى الخطابات الداعية إلى إسقاط الحكومة الحالية، محذرا من مخاطر حالة الفراغ التي يمكن أن تشهدها تونس في حال حدث ذلك، فيما سيعلن اليوم عن تغيير عدد من وزراء حكومة الغنوشي استجابة لمطالب المتظاهرين. للمرة الأولى يخرج الجنرال الأبرز في الجيش التونسي رشيد عمار إلى الشارع ليحتك مع المتظاهرين المعتصمين أمام مقر الوزارة الأولى، ويتحدث إليهم في سابقة لم يعتدها التونسيون منذ الاستقلال، ووعد الجنرال التونسيين بأن ''الجيش سيحمي الثورة من أي طرف كان يمكن أن يستهدفها''، وقال الجنرال عمار رشيد إن ''هناك قوى تدعو إلى الفراغ وهذا قد يؤدي إلى نشوء دكتاتورية جديدة ''. ودعا إلى منح الحكومة فرصة ستة أشهر لأنها المرحلة الانتقالية والتوجه إلى انتخابات تشريعية ورئاسية جديدة. وبدا قائد الجيش حازما في تحديد مدة عمل الحكومة ''بستة أشهر كأقصى حد فقط ''. وكانت قوى سياسية قد تحدثت ل''الخبر'' بأنها ستضطر إلى طلب تدخل الجيش في حالة كانت هناك أي محاولة لالتفاف على الثورة وإنجازاتها. وترددت أمس، في تونس معلومات عن حل حكومة الغنوشي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وفقا لاتصالات جرت بين اتحاد الشغل ونقابة المحامين وقيادات في حركة النهضة وحزب العمال الذي يقوده وأحزاب أخرى، مع شخصيات سياسية مستقلة في تونس، بينها أحمد المستيري وهو شخصية مستقلة تحظى باحترام كبير من قبل كل القوى السياسية في تونس، الذي رشح لرئاسة حكومة إنقاذ وطني، تحسبا لإعلان الوزير الأول محمد الغنوشي استقالة الحكومة تحت ضغط الشارع خلال الساعات أو الأيام المقبلة، لكن وزير التربية والمتحدث باسم الحكومة الطيب البكوش نفى في اتصال مع ''الخبر'' أن تكون حكومة الغنوشي مقبلة على الحل، وأقر أن تعديلا وزاريا قد يعلن اليوم، يتم فيه تعيين وزراء في المناصب الوزارية الخمسة الشاغرة بعد انسحاب خمسة وزراء قبل أسبوع، كما أضاف انه قد يتم إبعاد بعض الوزراء الذين رددت أسماؤهم في الشارع ورفض بقائهم في الحكومة، بعد التوافق مع قيادة الجيش التي طالبت الوزير الأول محمد الغنوشي بأن ''الجيش غير مستعد لتحمل الأخطاء السياسية الناجمة عن ترسيم وزراء من عهد بن علي في مناصبهم، وقال ذات المصدر إن بعضا من هؤلاء الوزراء لم يحضروا إلى مكاتبهم وتخلو عمليا عن مهامهم. وقامت قوات الشرطة التونسية صباح أمس، بإطلاق القنابل المسيلة للدموع، عندما حاولت اخلاء مقر الوزارة الأولى من المعتصمين الذين قدموا من مدن سيدي بوزيد والرقاب والمكناسي وبن قردان البعيد عن العاصمة التونسية، ورشق المتظاهرون عناصر الشرطة بالحجارة والقارورات وغيرها، وأصيب عدد من المتظاهرين بجروح خفيفة. وسجّلت أمس، عودة المدارس والثانويات إلى العمل في تونس بشكل متفاوت، وعاد التلاميذ إلى مقاعدهم، وشهدت المدارس تفاوتا في نسبة العودة من قبل الأساتذة رغم إضراب دعت إليه نقابة التعليم الابتدائي، قالت عنه إنه كان ناجحا بنسبة كبيرة. وفي سياق آخر وصل أمس أول مسؤول أجنبي إلى تونس منذ سقوط الرئيس بن علي، وأوفدت الولاياتالمتحدةالأمريكية جيفري فلتمان كاتب الدولة المكلف بشمال افريقيا والشرق الأوسط، لإجراء مباحثات مع المسؤولين التونسيين حول الإصلاحات الديمقراطية في تونس.