دعا رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، في العاصمة السينغالية، داكار، بلدان الجنوب إلى لعب دور فعال في اتخاذ القرارات وتصور نظام عالمي جديد، من خلال ''التغلغل'' داخل كواليس ومواقع صنع القرار في الهيئات الأممية والدولية. اعترف باباس، في لقاء معه في ختام أشغال المنتدى الذي عقد في داكار خلال الفترة من 6 إلى 11 فيفري الجاري، أن ''الأمر يتعلق الآن بالبحث عن طريق لإفريقيا حتى يكون للقارة وبلدان الجنوب بصفة عامة، مكانة تليق بهم في محافل اتخاذ القرارات العالمية''. وبعد أن أشار إلى النداء الذي أطلقته الجزائر في السبعينيات مطالبة بنظام اقتصادي عالمي جديد يحترم شعوب الدول الفقيرة، أوضح باباس بأن أهمية المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعتبر فضاء لتبادل الآراء والأفكار حول البدائل والحلول الممكنة لعلاج اختلالات الوضع العالمي المنهك بتداعيات العولمة عليه، مضيفا أن التحديات والرهانات التي تواجهها بلدان الجنوب في نظام عالمي غير متوازن يمكن أن تؤثر في مجرى الأوضاع في حالة واحدة فقط، وهي أن ''نصبح طرفا في معادلة صناعة القرار الدولي''. وعن خطة العمل المقترحة من طرف الجزائر ممثلة بالمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، أكد باباس أنه يجب ضبط الأمور والتفكير فيما يمكن القيام به في العالم الحالي، كما هو عليه الآن، مضيفا أن ذلك لن يتأتى إلا ب''العمل المشترك لخلق لوبي أو تكتل يخترق مراكز صناعة القرار في المنظمات الأممية والدولية''. وانتقد باباس الوضع الراهن الذي تمر به الدول الضعيفة اقتصاديا، محملا المسؤولية للنخب التي ''تكتفي بالكلام في المهرجانات دون أن تتبعها بتحرك فعال لتغيير الأوضاع''. وفي هذا السياق، كشف باباس عن استضافة الجزائر لندوة دولية لدراسة المقترح بحضور رئيس البرازيل السابق ايغناسيو داسيلفا لولا الذي تبنت بلاده في عهده إطلاق مشروع المنتدى الاجتماعي العالمي. وفي السياق ذاته، أضاف باباس أن ندوة الجزائر المرتقبة ستمكّن من الارتقاء بأعمال المنتدى إلى مستوى التبنّي في شكل هيكل مؤسساتي يعزّز قدرة التحرك داخل المجموعة الدولية''.