تعرض مركز بريد الجزائر بالمحفن في أرزيو، قبيل صباح أمس في حدود الساعة الثالثة، لعملية سطو نفذها أربعة ملثمين مدججين بالسيوف، تمكنوا خلالها من الاستيلاء على ما يناهز 300 مليون سنتيم حسب أول حصيلة، وذلك بعد تكبيل القابض من يديه ورجليه. مصادر ''الخبر'' ذكرت أن القابض كان يضطر إلى المبيت لوحده بالسكن الإلزامي المتصل بمركز البريد دون عائلته، بسبب وضعية هذا السكن المحتاج إلى ترميم، وذلك في غياب حارس ليلي على غرار كل مراكز البريد بولاية وهران. وصباح أمس زهاء الساعة الثالثة باغته أربعة أشخاص ملثمين يحملون أسلحة بيضاء محظورة، وهو في مضجعه، بعد اقتحامهم البيت عن طريق التسلل عبر الجدران. وتمكن الملثمون عن طريق التهديد، من الوصول إلى الصندوق السري وأخذ كل الأموال التي كانت داخله والتي بلغت، حسب مصدر مطلع، 300 مليون سنتيم. ليقوموا عقب ذلك بتكبيل أيدي وأرجل القابض وتجريده من هاتفه النقال قبل أن يغادروا مقر البريد. وعلى الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم نفسه، زحف القابض المكبّل إلى غاية هاتف البريد واتصل بصهره في وهران، الوحيد الذي كان يحفظ رقم هاتفه الثابت. وطالبه بالاتصال بمصالح الدرك وإخطارهم أنه مكبل داخل البريد. وفي تلك اللحظة أيضا تنقل والد زوجته وشقيقها إلى المحفن، فلم يتمكنوا من الدخول للبريد المغلوق، فما كان عليهم سوى الاتصال بفرقة الدرك الوطني بحاسي مفسوخ، حيث وجههم من استقبلهم إلى نظيرتها بأرزيو، التي تنقل عناصرها إثر تلقيهم النبأ إلى مقر البريد، حيث تمكن القابض من تسريب المفتاح لهم عبر أسفل الباب الذي وصله عن طريق الزحف. ومنذ اللحظة التي دخلوا فيها مقر البريد وفك قيد القابض، والتحقيق متواصل إلى غاية منتصف النهار. ومن خلال المعلومات المستقاة من مصادرنا، فإن العملية تمت وفق تخطيط محكم، حيث اختار منفذوها الليلة التي تلت اليوم الذي تتزود فيه خزينة بريد المحفن بالأموال. من جهته تنقل المدير الولائي لبريد الجزائر بولاية وهران، صباح أمس، بعد الساعة الثامنة والنصف، للوقوف على ما حدث بأحد المراكز الواقعة تحت مسؤوليته. وتساءل عمال قطاع البريد ممن اتصلت بهم ''الخبر''، كيف أن مكاتب تعتبر كمصارف مالية لا تتوفر على حراس ليليين، وليس بها أنظمة إنذار ولا كاميرات مراقبة من شأنها تسجيل التحركات المشبوهة وكشف اللصوص في حالة السطو كما حدث في المحفن؟ وهو ما أثار استغرابهم. م.ب