غيرت شبكات التواصل الاجتماعي مثل ''يوتيوب'' و''ديلي موشن''، وفي مقدّمتها الفايسبوك، منطق تفكير الجزائريين والشباب تحديدا. وقد تجاوز رقم مشتركيه المليون في ظرف سنوات قليلة، جعلت منه ''مصدر'' ومحور التفكير والتصرف بشكل لا إرادي. لا أحد ينكر بأن الانترنت قرّب المسافات ليس بين الجزائريين فقط، بل بينهم وباقي مستخدمي المواقع الاجتماعية في العالم العربي والعالم أجمع. ويقول مؤسس ''المرصد الجزائري لشباب الفايسبوك وتويتر''، عارف مشاكرة، ل''الخبر''، بأن ''عدد مشتركي الفايسبوك في الجزائر قفز في ظرف أقل من سنتين من نصف مليون إلى ما يزيد على المليون، وهو رقم مرشح للارتفاع مع الأشهر القليلة القادمة''. ولا يخفي عارف مشاكرة، المسير لعدد كبير من المواقع والمنتديات، حجم اهتمام وتمسك الشباب الجزائري بمواقع التواصل الاجتماعي. ويرى بأن ''الثورة التكنولوجية المذهلة لوسائل الإعلام، دفعت بالإعلام للعب دور هام سواء بمحاولة كسب التأييد أو الترويج لآراء ومواقف معينة من الحدث.. لكن الفايسبوك وتويتر قلبا الموازين، وصارا يصنعان الحدث والخبر في لحظته وعلى طبيعته''. ويؤكد المتحدث بأن ''القدرات الإبداعية الهائلة للشباب الجزائري على الفايسبوك، أذهلت كل دول العالم العربي، خصوصا أنها كانت الداعم الأول لثورة ''الياسمين'' في تونس، وساهمت في الترويج لقضية ''الأشقاء''. ومن هذا المنطلق بات من الضرورة تأسيس مرصد هو الأول من نوعه في العالم العربي، من أجل توحيد الرؤى ووضع استقرار الجزائر في مقدمة كل الاعتبارات. ومع تسارع الأحداث تشكلت مجموعات هائلة عبر الفايسبوك، يقودها شباب ومثقفون من مختلف التيارات، ومنها ''اتحاد صفحات الفايسبوك الداعية للتغيير في الجزائر'' و''حزب الفايسبوك التقدمي (فرع الجزائر)''، و''معا من أجل استقرار الجزائر''، و''وان توتري فيفا لالجيري'' و''أحب الجزائر''. وصولا إلى عدد كبير من الصفحات الشخصية التي تعتمد على نقل الأخبار والمعلومات ك''محققون هواة''. الأكثر من هذا كله، فإن ''إبداع'' الجزائريين قوة الفايسبوك، دفعت بوسائل إعلام كثيرة للاعتماد على هذه الخدمة في انتشارها وتقربها من القارئ والمستمع والمشاهد، خصوصا أن الفايسبوك صار المتنفس الوحيد للشباب، أمام تزايد حجم الاهتمام بالأنترنت والتواصل الاجتماعي، مثلما يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر عمر أودينة، ولهذا ''يبني المتلقي في هذه الشبكة سلوكاته وتصوراته على العالم الخارجي وبقدر كبير على ما يدوّن عليها''. كما يضيف الأستاذ ''لقد أصبحت الشبكة العنكبوتية أداة لا يمكن الاستغناء عنها في المجتمع''، وهي ''وسيلة عمل وتواصل وإبداع وابتكار ومصدر هام للأخبار والمعلومات''. كما ''حطّم الفايسبوك هيمنة الإعلام التقليدي، بل أصبح مصدرا من مصادر الأخبار التي تقدمها وسائله''. ومع اختلاف متنفس الجزائريين وتحديدا الشباب، فإن الفايسبوك صار قوة المشتركين في بث المسلسلات والأفلام الفايسبوكية، وفتح حلقات النقاش، وتقريب ألبوم العائلة من كل أفرادها ولو ابتعدت المسافات، لكنه أيضا استطاع أن يجمع شمل الأصدقاء الذين انقطع بينهم الاتصال لسنوات، بفضل زر واحد من مفاتيح الكمبيوتر، ومساحة هامة لروح الدعابة والنكتة.