اعترف الرئيس المدير العام لصيدال بوجود ندرة في عدد من الأدوية التي ينتجها المجمع، وبرّر ذلك بمحدودية قدرة الإنتاج، بالنظر إلى اهتراء العتاد والآلات. وكشف بالمقابل عن محاولات لاستنزاف المجمع وضربه، تتمثل في عروض مغرية تلقاها عدد من الإطارات للالتحاق بمخابر أجنبية معروفة. قال الرئيس المدير العام لمجمع صيدال درقاوي بومدين، خلال نزوله ضيفا على ''الخبر''، بأنه تم الشروع فعليا في إنتاج الأدوية التي تعرف ندرة حاليا، على غرار حقن ''كلوفينال'' ومرهم ''بيتاميتازون'' وكذا دواء ''دينورال'' و''ميكوسيد''. وأشار إلى أن انقطاع التموين بهذه الأدوية سببه الأول محدودية قدرة الإنتاج من جهة، وكذا الحريق الذي تعرض له مصنع جسر قسنطينة في العاصمة وكان وراء توقف الإنتاج لمدة خمسة أشهر كاملة. من جهة أخرى، ثمّن مسؤول المجمع قرار الوزير الأول تأجيل تطبيق قرار التمويل المباشر للأدوية على الصيادلة، حيث قال بأن صيدال غير مستعد لخوض هذه التجربة حاليا، بالنظر إلى تجاوزات وممارسات غير قانونية ولا علاقة لها بالمهنة تعرفها سوق الدواء. مشيرا في هذا الإطار إلى أنه يتم التحضير حاليا لوضع جميع الآليات التي تسمح بدخول العملية حيز التنفيذ دون أية عراقيل أو مشاكل، حيث لم يستبعد توقيع عقود شراكة مع نقابة ''السنابو'' وحتى المنتجين المحليين لإنجاحها. وقال درقاوي بأن المجمع ينتج حاليا 140 مليون وحدة مقابل 175 منتوج، وينتظر رفع الإنتاج ليصل إلى 360 مليون وحدة في حدود 2014 ب360 منتوج. ويطمح ''صيدال'' إلى تغطية 35 بالمائة من السوق الوطنية، بفضل الغلاف المالي الكبير الذي استفاد منه المجمع لأول مرة منذ ثلاثين عاما، حيث تحصل على 160 مليون أورو سيتم استغلالها لعصرنة العتاد والآلات وكذا إنجاز خمسة مصانع جديدة، سيتم الإعلان عن مناقصتين خاصة باثنين منها قبل جوان المقبل. كما تقرر رسميا إنجاز مصنع خاص بإنتاج الأدوية المضادة للسرطان، وكل هذه المشاريع، حسب درقاوي، ستسمح برفع طاقة الإنتاج وتطوير المجمع، بشكل يساعد على رفع رواتب العمال والإطارات الذين يتقاضون أجورا لا يمكن، حسبه، مقارنتها مع تلك التي يتقاضاها زملاؤهم في المخابر الأجنبية. وفي هذا الإطار، كشف الرئيس المدير العام لصيدال عن محاولات لضرب المجمع، وقال بأن عددا من الإطارات تلقوا، مؤخرا، عروضا مغرية من مخابر أجنبية للالتحاق بوحداتها، ما يؤكد، حسبه، أن هذه المؤسسة العمومية أصبحت اليوم مصدر قلق كبير لمنافسيها، وهو ما يفسر الهجمة الشرسة، يضيف، التي تعرضت لها مؤخرا. من جهة أخرى، أقر ضيف ''الخبر'' بأن الحكومة قررت التنازل فعليا عن هياكل مؤسسة توزيع الأدوية التي تم حلها، حيث كشف عن لقاء سيجمعه بمسؤولي مجلس مساهمات الدولة نهاية هذا الشهر لوضع آليات تطبيق القرار. كما انتقد بالمقابل الحملة الشرسة التي تعرض لها المجمع، مؤخرا، بالقول ''إن مسؤولي وعمال صيدال يتجاهلون التصريحات الهدامة ويعتبرونها لا حدث''، مؤكدا أن صيدال لديه أولوليات أهم من ذلك بكثير، كما يملك برنامج عمل طموح وورقة طريق متميزة من أجل الحفاظ على هذا المكسب الوطني.