اعتبر الوزير المالي للشؤون الخارجية، أمس، أن الوضع الأمني في منطقة الساحل ''يبقى خطيرا ومثيرا للقلق ويقتضي تضافرا أكبر للجهود، بغية إيجاد الحلول المناسبة لهذا الوضع''. وقال رئيس الدبلوماسية المالي السيد مايغا، إن زيارته إلى الجزائر تهدف إلى ''تحقيق أمن فوري في المنطقة إلى جانب استقرار شامل ودائم''. حل بالجزائر، أمس، السيد سوميلو بوباي مايغا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي لجمهورية مالي والمبعوث الخاص للرئيس المالي السيد أمادو توماني توري. وقد استقبل السيد مايغا لدى وصوله إلى المطار الدولي هواري بومدين من قبل وزير الشؤون الخارجية، السيد مراد مدلسي. وتحدث الوزير المالي للخارجية، في تصريح للصحافة، أنه جاء للجزائر حاملا رسالة من الرئيس توري إلى رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة، تتضمن ''تحليلا حول الوضع على المستوى الإقليمي وكيفية تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية''. ولم يخف السيد ميغا بأن سياق الوضع الحالي في منطقة الساحل ''يتميز بالتوتر، حيث كل التهديدات التي كانت تواجهنا قد ازدادت حدة''، في إشارة إلى أن الأزمة في ليبيا، قد انجرت عنها تداعيات ومتطلبات وتحديات أمنية جديدة، يتعين مزيد من التعاون لتطويقها. ونقلت مصادر إعلامية، أمس، عن مسؤولين في وزارة الخارجية المالية بشأن زيارة السيد مايغا للجزائر، بأن ''دعم علاقات التعاون بين مالي والجزائر وكذا الكفاح ضد حالة اللااستقرار بالساحل، ستشكل محور المباحثات بين البلدين''. وقالت نفس المصادر إن السلطات المالية ''ترغب، على غرار الجزائر، في تعميق علاقاتنا الثنائية قصد جعل بلدينا محورا أساسيا في محاربة حالة اللاأمن''، وفي ذلك إشارة إلى أن الحكومة المالية التي انتقدت مرارا بسبب تساهلها في التعامل مع الإرهابيين، مستعدة للعمل أكثر في هذا المجال، خصوصا أن الوضع في الساحل يزداد تعقيدا بفعل الانفلات الأمني المنجر عن الوضع في ليبيا. وتأتي زيارة رئيس الدبلوماسية المالي إلى الجزائر، غداة الزيارة التي قام بها إلى باماكو يوم الجمعة الفارط، الجنرال الأمريكي كارتر هام وليام وارد، قائد قاعدة ''أفريكوم''، الذي أعلن خلالها عن دعم بلاده للقوات المسلحة المالية في حربها ضد الإرهاب وتجار المخدرات في شمال مالي، وذلك في أعقاب الاجتماع الذي عقده مع وزير الدفاع المالي وقائد الأركان ومختلف أجهزة الأمن الأخرى.