أنهى المنتخب الوطني، أمس، فترة تحضيراته بمورسيا الإسبانية التي دامت 13 يوما، بإصابة اللاعب عدلان فديورة على مستوى الكاحل بعد احتكاك مع أحد اللاّعبين خلال المباراة التطبيقية، ما أحدث طوارئ في صفوف المنتخب، خاصة المدرب بن شيخة. جد اللاّعب عدلان فديورة نفسه مضطرا للتوقف عن التدريب ورافقه طبيب المنتخب بغرض تقديم العلاج، على أن يجري اليوم فحوصات معمّقة بمراكش للوقوف على درجة الإصابة. وكشف مصدر من المنتخب بأن إصابة عدلان فديورة لن تمنعه من المشاركة في مباراة المغرب إذا احتاج المدرّب لخدماته، حيث طمأنه الطبيب بالقول بأن الإصابة تبدو غير مقلقة، في انتظار نتائج الفحص. استفاد المدرّب بن شيخة، خلال الحصة التدريبية الأخيرة، والحصة التي سبقتها زوال أول أمس، من حضور آخر لاعب وهو رياض بودبوز، غير أن الحصص التدريبية التسع للمنتخب الوطني لم تعرف أبدا مشاركة 22 لاعبا، على اعتبار أن رفيق زهير جبور غاب عن الحصتين الأخيرتين بسبب إصابته، لينضم إليه أمس لاعب والفرهامبتون عدلان فديورة. عمل مكثّف في طريقة البناء الهجومي ركّز المدرّب بن شيخة، خلال الحصص التدريبية الأخيرة، كثيرا على طريقة البناء الهجومي، وترك الانطباع بأن المنتخب الوطني لن يكتفي بالدفاع عن مرماه وغلق المنافذ والبحث عن نتيجة التعادل السلبي التي تضمن نقطة واحدة للمنتخب الجزائري. وبدا بن شيخة، حين التحق فؤاد قادير بالمعسكر التحضيري، عازما على ترك لمسته على التشكيلة خلال مباراة المغرب، وترك الانطباع، من خلال العمل المنجز في الحصص الثلاث الأخيرة، بأنه سيوظّف أوراقا هجومية، وسيعتمد بشكل كبير على عناصر في وسط الميدان قادرة على صنع اللّعب وتنشيطه وتقديم كرات للهجوم. وجرّب المدرّب الوطني عدة خيارات في خط الوسط، حيث أقحم في بعض المباريات التطبيقية الثنائي زياني ويبدة تارة ثم زياني وقادير تارة أخرى، ووظّف أيضا عناصر الوسط الدفاعي على غرار مهدي لحسن وخالد لموشية وعدلان فديورة، بهدف إيجاد التشكيلة المثالية القادرة على تجسيد خطته التكتيكية وتفعيلها في الدفاع والهجوم. التركيز على استرجاع الكرات وزياني لتنشيط اللعب ولم يخف المدرّب الوطني، خلال حديثه مع ''الخبر'' أمس، بأنه ركّز في الحصتين التدريبيتين الأخيرتين على استرجاع الكرات في خط الوسط، وقال بأنه قسّم تشكيلته إلى مجموعتين، بين مهاجمين ومدافعين، حيث طالب عناصر الهجوم بإيجاد الحلول والثغرات لاختراق الدفاع، بينما حث المدافعين ولاعبي الوسط على صدّ الكرات وتكسير الهجمات وغلق المنافذ، ما يعني بأن المنتخب الوطني سيكون أمام تشكيلة صعبة توظّف ورقة الهجوم، وتترك بنسبة كبيرة فراغات في الهجوم، حين تكون بصدد البحث عن التهديف. وفي كل المعادلات التي جرّبها المدرّب الوطني في الميدان، فإن القاسم المشترك في خط تنشيط اللّعب، هو كريم زياني، حيث بدا واضحا خلال الحصص التدريبية التي تابعناها ب''لامونغا كلوب'' بأن المدرّب سيعتمد على زياني كثيرا لإيجاد الثغرات أو ''الحلول''، مثلما ظل بن شيخة يقوله للاعب كايزر سبور التركي، حيث قال: ''كريم عليك بإيجاد الحلول''، في إشارة إلى ضرورة الاستثمار في قدرة زياني على الاحتفاظ بالكرة ورؤيته الجيدة للّعب، لإيجاد حلول في الهجوم. إعادة تفعيل نقاط قوة ''الخضر'' كما ركّز المدرّب الوطني أيضا على النقاط القوية للمنتخب الوطني التي سمحت له، في وقت سابق، بتسجيل الأهداف وبلوغ نهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم. وشهدت الحصص التدريبية للمنتخب الوطني عملا مكثفا في طريقة بناء الهجمات المرتدة، وكيفية تنفيذ الكرات الثابتة بصعود المدافعين ولاعبي الوسط، اقتناعا من المدرّب الوطني بأن المنتخب المغربي سيغامر في الهجوم مع مرور الوقت، حين يفشل في صنع الفارق منذ البداية، ما جعل بن شيخة يطالب لاعبيه بالتركيز عند بداية المباراة وعدم المغامرة في الهجوم والفوز في الصراعات الثنائية، ودفع عناصر المنتخب المغربي إلى درجة الشك في قدراتهم، وهو عامل مهم سيسهّل من مهمة ''الخضر'' في بناء هجمات مرتدة سريعة بقيادة كريم زياني. وعلى اعتبار أن مباريات كرة القدم غالبا ما تلعب على جزئيات، فإن المدرّب بن شيخة منح أهمية بالغة للكرات الثابتة نحو المرمى أو نحو الرؤوس التي تجد عادة المدافعين بوفرة وعنتر يحيى، إلى جانب المهاجم رفيق زهير جبّور، وحتى ثنائي الوسط حسان يبدة وعدلان فديورة. التحضير البسيكولوجي في مراكش ومع الانتهاء من العمل التكتيكي في ''لامونغا كلوب''، فإن المدرّب الوطني عبد الحق بن شيخة سيستغل الحصتين التدريبيتين في مراكش من أجل إزالة التعب فقط، حيث سيراهن كثيرا على الجانب المعنوي كون اللاّعبين سيدخلون في جو المباراة. واقتنع المدرّب بن شيخة أيضا بأن عناصره تؤدي مباريات كبيرة أيضا كلّما عاشت ضغطا كبيرا، حيث قال بأنه يريد أن يستمر هذا الضغط وأن يكون أثره إيجابيا على اللاّعبين.