أثارت مشاركة رياض بودبوز في مباراة فريقه نادي سوشو أول أمس أمام نادي كون، علامات استفهام كثيرة حول علاقة بودبوز بالمنتخب الوطني. يأتي ذلك، كون رياض بودبوز تحاشى الالتحاق بتربص المنتخب الوطني في ماركوسيس بداعي الإصابة، ولم يكلف نفسه حتى عناء التنقل إلى مقر التربص، حتى يخضع للمعاينة من طرف طبيب المنتخب، وراح بودبوز، وهو الذي يعلم القانون الداخلي للنخبة الوطنية، يكلف طبيب نادي سوشو ليتحدث مع المدرب حاليلوزيتش ليقنعه بأنه مصاب وبأنه غير قادر على الالتحاق بالتربص. والغريب في قضية بودبوز أنه يترك الانطباع بأنه يختار مبارياته مع ''الخضر''، فقد سعى جاهدا ليكون ضمن تعداد المنتخب الجزائري المشارك في المونديال، ولم يشكو أبدا من أي إصابة، وتحمل الآلام من أجل كأس العالم، ليأتي اليوم، ويدّعي الإصابة في كل مرة تعلّق الأمر بتربص ''غير مجد'' حسب قناعة بودبوز أو تنقل بعيد للمنتخب، على اعتبار أن لاعب سوشو حدثت له مشاكل مع المدرب السابق للمنتخب عبد الحق بن شيخة بسبب وصوله المتأخر إلى الجزائر دون عذر للمشاركة في تربص، وادعى الإصابة بعد يوم واحد من بداية التربص وغادر الجزائر حتى لا يرافق المنتخب في رحلته إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، وتحدث رئيس الاتحادية وقتها بأن بودبوز مصاب فعلا، حسب طبيبه في الفريق، وبأنه سيغيب ثلاثة أسابيع، قبل أن يفاجئ اللاّعب الجميع، ويشارك في مباراة فريقه بعد أسبوع فقط على إعلانه بأنه يعاني من إصابة. مشاركة بودبوز في مباراة سوشو أمام كون، ودخوله أساسيا وإنهائه للمباراة بتسجيله لهدف بضربة مقصّية قلّص من خلالها الفارق أمام كون، بعني بالضرورة بأنه هذا الأخير لم يكن متأثرا من أي إصابة، أو على الأقل لم تكن إصابته لتمنعه من المشاركة في التربص، وكان لزاما عليه، في كل الحالات، الحضور إلى مقر التربص، مثل فراج وفديورة، ليخضع للفحص من طبيب المنتخب ويبدي حسن النية. انتهاء المونديال، غيّر من علاقة بعض اللاّعبين بالمنتخب، وفي مقدمتهم رياض بودبوز الذي يترك الانطباع بأنه بصدد تقديم خدمة للمنتخب الجزائري حين فضّله على المنتخب الفرنسي، بدليل أن الإصابات لا تلاحق هذا اللاّعب، إلا حين يتعلق الأمر بمباراة المنتخب الذي منحه الشهرة، بينما يستعيد بودبوز كل قدراته، ويشفى في لمح البصر، كلّما تعلق الأمر بمباراة النادي الذي لا يقدّم له إلا المال. وإذا كانت مشاركة بودبوز مع سوشو في مباراة لم يشفع فيها هدفه الجميل بأرضه من ضمان أي نقطة، كون الفريق خسر بنتيجة 1/2، أكدت بأن هذا الأخير بحث عن أي حجة لتفادي التنقل إلى تنزانيا، فإن عدم استدعائه من طرف حاليلوزيتش هي بمثابة خدمة قدّمها له المدرّب الوطني، وكان جديرا بالمدرّب البوسني إرغام بودبوز على خوض سفرية تنزانيا وعدم إدراجه بعدها حتى في قائمة ال,18 لتكون أفضل عقوبة له على عدم احترامه للمنتخب ومسيريه. والملفت للانتباه أن أداء رياض بودبوز مع نادي سوشو من حيث الجانب الفني أو الانضباط التكتيكي، لا علاقة له إطلاقا بما قدّمه تحت ألوان المنتخب، بشكل يعطي الانطباع بأن بودبوز حين يأتي للمشاركة في مباريات المنتخب الجزائري، فإنه يصنف المباريات الدولية في خانة المواعيد الاستعراضية التي يملك خلالها الحق في اللعب مثلما شاء دون الاكتراث بضرورة احترام المدرب والمنتخب والجماهير والألوان.