الصحابي الجليل العبَّاس بن عبد المطلب، رضي الله عنه، عمّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، كان من أكرم النّاس وأجودهم، ويُروى أنّه أعتق عند وفاته سبعين عبداً. كان النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، يُحبّه حبًّا شديداً، ويقول عليه الصّلاة والسّلام: ''مَن آذى عمِّي، فقد آذاني، فإنّما عمّ الرجل صنو أبيه (أي مثل أبيه)'' رواه الترمذي. وقد كان العباس أكبر سنًّا من النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، فقد ولد قبله بثلاث سنين. ومن حسن أدبه أنّه لمّا سُئِل: أأنت أكبر أم رسول الله؟ قال: ''هو أكبر، وأنا ولدتُ قبله'' أخرجه الطبراني. وكان العباس من سادة قريش، وكان يتعهّد المسجد الحرام، فيسقي الحجاج ويقوم بخدمتهم، وقد ورث ذلك عن أبيه عبد المطلب. وكان قبل إسلامه شديد الحبّ لرسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقف إلى جانبه ويدفع عنه أذى المشركين. وقد أسلم رضي الله عنه قبل فتح مكة، وحضر الفتح، وهو الّذي طلب الأمان لأبي سفيان بن حرب، وكان سبباً في إيمانه، واشترك رضي الله عنه بعد ذلك في فتوح المسلمين. وقد كان للعباس ولدان، هما عبد الله بن عباس، حَبْر الأمّة، وعبيد الله بن عباس. وتوفي العباس سنة 32ه ودفن بالبقيع، وكان عمره 88 عاماً، وصلّى عليه عثمان رضي الله عنه.