لم يحظ فوز ثلاث نساء بجائزة نوبل للسلام لعام 2011 بإعجاب الجميع. فقد أثار قرار لجنة الأكاديمية السويدية منح الجائزة لامرأة عربية مسلمة ومحجّبة هي اليمنية توكُّل كرمان، استياء في أوساط سياسية وإعلامية اعتبرت القرار ''خاطئا ويتعارض مع مبادئ الحرية والسلام''. كتب موقع ''إيلاف'' السعودي، المعروف باتجاهه الليبرالي، أمس، يقول إن ''منح الجائزة لسيدة محجّبة تمارس نشاطها السياسي بوصفها عضو مجلس شورى التجمع اليمني للإصلاح، الذي يُعتبر امتدادا لحركة الإخوان المسلمين، قرار يتعارض مع مبادئ الحرية والسلام''. وبينما تجاهل الإعلام الرّسمي اليمني الحدث، ولم يعره أدنى اهتمام، قالت جريدة ''الموندو'' الإسبانية في عددها الصادر، أمس، إن ثمّة أشخاصا آخرين أحقّ بالجائزة من الناشطة اليمنية، أبرزهم الناشطان والمدوّنان وائل غنيم من مصر ولينا مهنّي من تونس، اللذان ''استخدما الأنترنت كأداة تحقيق التغيير السياسي في بلديهما''. مضيفة أن أهمّية هاتين الشخصيتين تكمن في كونهما ''قادا ثورتين أشعلتا بقيّة الثورات المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية في العالم العربي''. لكن ناشطين مصريين رُشّحوا بقوّة لافتكاك نوبل 2011، مكافأة على مساهمتهم في الإطاحة سلميا بنظام الرئيس المصري السابق حُسني مبارك، اعتبروا فوز توكُّل كرمان مستحقّا، وسارعوا إلى تهنئتها، مثلما فعل وائل غنيم الذي كتب على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي ''تويتر'': ''مبروك لتوكل كرمان فوزها المستحق بنوبل، وأنا كعربي فخور بفوزها'' .كما أثار منح الرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف، الجائزة، سخط معارضيها، حيث قال رئيس مؤتمر التغيير الديمقراطي ويسنتون تومبان في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية: ''سيرليف لا تستحق جائزة نوبل للسلام، لأنها قامت بأعمال عنف في البلاد''، لكن رئيس أساقفة جنوب إفريقيا ديزموند توتو، الذي حصل في 1984 على هذه الجائزة لنضاله ضد التمييز العنصري قال إن ''سيرليف تستحق الجائزة. لقد أحلت الاستقرار بعد الجحيم''، في إشارة إلى الحربين الأهليتين اللتين عاشتهما ليبيريا. ومن الصدف أن ليبيريا حضرت في الجائزة بفائزة ثانية هي الحقوقية ليما جيبوي. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، اعتبر أن قرار لجنة الجائزة منحها لثلاث نساء ''يجسّد أهمية إفساح المجال أمام وصول النساء إلى مواقع المسؤولية''، ورأى فيه الأمين العام للأمم المتّحدة، بان كي مون ''رمزا لقوة النساء يترجم الدور الحيوي الذي يضطلعن به في تقدم السلام والأمن وحقوق الإنسان''، واعتبرها الفاتيكان ''إشارة نبيلة ومشجعة'' لكل النساء، بينما أعرب رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، ثوربيون ياجلاند، عن أمل اللجنة في أن تساهم الجائزة في ''وضع نهاية لقمع المرأة الذي لايزال يحدث بالعديد من الدول وتوفير إمكانات كبيرة للديمقراطية والسلام''.