أكد المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش أنه طلب من لاعبيه الفوز في المباراتين الوديتين أمام تونس يوم 12 نوفمبر الجاري، ومنتخب الكاميرون يوم 15 من نفس الشهر، مضيفا أن كل اللاعبين، بالنسبة إليه، سواسية، وأن الأحسن، تقنيا وبدنيا وفنيا، هو الذي سيظفر بمقعد في التشكيلة الوطنية. أوضح التقني البوسني، خلال الندوة الصحفية التي عقدها صباح أمس بمركز الصحافة التابع للمركب الأولمبي 5 جويلية، رفقة الثلاثي عنتر يحيى، وعز الدين دوخة، وكمال فتحي غيلاس، أنه سيسعى خلال المواجهتين أمام تونس والكاميرون إلى تجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين، قائلا ''سنلعب بتشكيلتين مختلفتين، حيث سأمنح الفرصة لجميع اللاعبين، وبعدها سأقوم، في شهر جانفي القادم، بإعداد قائمة موسعة ستضم 35 لاعبا، من بينهم أربعة حراس مرمى، وهي القائمة التي ستتقلص فيما بعد لتصبح 21 لاعبا وثلاثة حراس مرمى، وهي التشكيلة التي سأعتمد عليها في التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا عام 2013 وتصفيات المونديال البرازيلي''. وأضاف حاليلوزيتش أن اللعب أمام منتخبات إفريقية، مثل تونس والكاميرون، أمر مهم للتشكيلة الوطنية التي ستحتك بمنتخبات قوية تلعب كرة نظيفة، ''وهو ما سيحسن من مستوى المنتخب الذي يمكن القول إنه تحسن كثيرا مقارنة بالحالة التي وجدته فيها في تربص ماركوسي بفرنسا شهر أوت المنصرم''. فكرت في الاستقالة في بداية تربص ماركوسي وفي هذا السياق، كشف المدرب الوطني أنه فكر في بداية تربص ماركوسي بفرنسا في رمي منشفة الاستسلام ومغادرة المنتخب، ''غير أن اللاعبين أشعروني بعد مرور ثلاثة أيام، خلال التدريبات، أنهم يثقون في شخصي، وأنهم عازمون على قول كلمتهم وإثبات وجودهم، وعليه قررت رفع التحدي معهم والبقاء''، على حد تعبير حاليلوزيتش، الذي تابع أنه لا يمكن لأحد القول إن المنتخب لم يتحسن منذ ماركوسي، ''بل بالعكس هناك تطور ملحوظ، ففي المباراة الأخيرة أمام منتخب جمهورية إفريقيا الوسطى، شعرت أن اللاعبين أرادوا الفوز من خلال امتثالهم للتعليمات ورغبتهم في كسب المواجهة، من خلال فوزهم بأغلب الصراعات الثنائية''. تأكيده أن المنتخب تحسن، لم يمنع التقني البوسني من الاعتراف أن هناك نقائص عديدة لا تزال تعاني منها التشكيلة، وأن عملا كبيرا لا يزال ينتظر الطاقم الفني واللاعبين من أجل الوصول إلى المستوى المطلوب. أخطاء بدائية لا يعقل أن ترتكب في مستوى عال وفي هذا الصدد، قال حاليلوزيتش ''من بين النقائص التي لاحظتها في المباراة مثلا أمام جمهورية إفريقيا الوسطى، أن من بين 10 رميات للتماس، ضيعنا الكرة تسع مرات، فهذا أمر لا يعقل، وبذلك علينا العمل لتحسين الرميات.. الخط الدفاعي للمنتخب ارتكب 34 خطأ بدائيا، لاسيما في الكرات العالية، حيث يضع بعض اللاعبين عندما يصعدون مع المنافس لانتزاع الكرات العالية أيديهم على المنافس، وهي أشياء بدائية نتعلمها في الصغر، لكن ماذا عسانا أن نفعل فعلينا تحسين كل هذه الأمور تدريجيا''. حالة اللاعبين بدنيا ضعيفة جدا المدرب حاليلوزيتش، وخلال حديثه عن النقائص، أشار إلى نقطة هامة تطرق لها بإسهاب، وهي تلك المتعلقة بالجانب البدني للاعبين، حيث قال ''المشكلة الأساسية التي يعاني منها المنتخب، والتي تعيق عملي، هي الحالة البدنية للاعبين، خاصة المحليين، فالمنتخب الوطني بحاجة إلى لاعبين يجب أن يكون مستواهم البدني يفوق نسبة 75 بالمائة، لكن الواقع حاليا أن جل اللاعبين تتراوح نسبهم بين 25 و30 بالمائة، وهذا ما سيعيق عملي، لأن الخطة التي أريد ترسيخها في ذهنية اللاعبين تعتمد على لاعبين حاضرين بدنيا''. اللاعب المحلي يملك تقنيات، لكن... وبالرغم من توجيه أصابعه للاعب المحلي عندما تحدث عن ضعف الحالة البدنية للاعبين، إلا أنه اعترف، ولأول مرة، أن اللاعب المحلي يملك تقنيات عالية، قائلا ''شاهدت بعض اللاعبين في البطولة يملكون إمكانات كبيرة، لكن بحكم أنهم لا يعملون كثيرا في التدريبات وحالتهم البدنية متدهورة، تراهم لا يستطيعون القيام بأشياء عديدة، وعليه يضيعون الكرة بسهولة. ومن ثمة على جميع اللاعبين العمل أكثر، حتى يتمكنوا من مواكبة الريتم العالي''. وجدد المدرب الوطني، في الندوة الصحفية، رغبته في ترسيخ ثقافة الفوز لدى لاعبيه، دون إهمال الجانب الدفاعي، حيث قال: ''لا أريد أن أرسخ للاعبي طريقة لعب برشلونة أو ليفربول، ولاحتى طريقة لعب المنتخب الجزائري في الثمانينيات، وإنما أريد أن يضعوا في أذهانهم ثقافة الفوز التي تعتمد على اللعب الهجومي والدفاع في منطقة الخصم، وهو ما سأسعى لتحقيقه خلال عملي، لكن هذه الطريقة ستستغرق، لتجسيدها على أرض الواقع، ثلاث سنوات على الأقل''، خاتما حديثه بالقول ''أكون أو لا أكون، خلال هذه السنوات. لكن ليتأكد الجميع أنني أعمل بتفان، لأن المنتخب أمر مقدس بالنسبة إلي''. للإشارة، استهل المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الندوة الصحفية بالقول ''السلام عليكم'' بالعربية، متمنيا عيدا سعيدا لكافة الشعب الجزائري.