يحتضن المسرح الجهوي كاتب ياسين لتيزي وزو، يوم 30 نوفمبر الجاري، العرض الشرفي لمسرحية ''ناس مشريّة''، لكاتب النص بوزيان بن عاشور والمخرج لخضر منصوري، بمشاركة كل من الممثلين محمد يبدري، فاطمة حسناوي، خليدة خلفاوي وأحمد عوني. تدور أحداث المسرحية الناطقة بالعامية، يقول بوزيان بن عاشور ل''الخبر''، في شكل حوارية تدور ما بين رجل وامرأة، تجمعهما قصة حب تنتهي بمأساة، بعد الخيانة التي تتعرض لها ''مشريّة'' من قبل حبيبها ''مدين''، لتبدأ بعدها رحلة إلقاء اللوم على المجتمع الذي حال دون تحقيق حلمهما المتمثل في تكوين أسرة سعيدة ومستقرة. وأضاف بن عاشور أن العمل يرمي إلى تسليط الضوء على بعض الطابوهات التي لا تزال تنخر المجتمع الجزائري، خاصة ما تعلق بخيانة الأحبة ومعاناة الأم العازبة، مبرزا أن المسرحية من حيث الشكل: ''تعتمد على الحكي الشعري الذي يحيلنا على ثقافاتنا الشفهية، وعلى لغة درامية تكسر التأثيرات التي مست اللهجة الجزائرية وشوّهتها رياح المثاقفة السلبية''. أما من ناحية المضمون، يوضح بن عاشور: ''فهي تكرّس فكرة التسامح الذي افتقده إنسان الألفية الثالثة''. من جهته، يرى المخرج لخضر منصوري أن ''اللحظات الجميلة التي نقضيها مع الأحبة، يمكن أن تتحوّل إلى ذكرى مؤلمة رغم جمالها. لذا، فإن ''ناس مشريّة'' هي محاولة للبوح بالكثير من الأوجاع التي يعاني منها الإنسان''، معقّبا: ''وعلى هذا الأساس، تعدد أسلوب إخراجها للتعبير عن ذواتنا وذوات غيرنا معًا''. وأردف منصوري: ''يحيلنا إخراج المسرحية على عوالم مختلفة عن الواقع، رغم حضور العناصر الواقعية، في استعانة أحاسيس الممثلين لبلوغ أفكار جديدة للنص الإخراجي، حتى نصل في النهاية إلى تلخيص مأساة الإنسان في خضم الأحداث المؤلمة المتتالية''.