عكس وفاق سطيف كل التوقعات وأنهى مرحلة الذهاب متصدرا للبطولة، بالرغم من أن مسيري الفريق أكدوا في عدة مناسبات أن الهدف المسطر هذا الموسم لا يتجاوز فكرة التشبث بالبقاء ضمن أندية النخبة. عادت تشكيلة ''النسر الأسود'' بقوة خلال الجولات الإحدى عشرة الأخيرة، وأنهت المرحلة الأولى بامتياز.تغيير سياسة الفريق بعد نكسة الموسم المنصرم سياسة النجوم التي اعتمدتها الإدارة السطايفية في السنوات الخمسة الأخيرة انعكست نتائجها سلبا على الفريق بداية من الموسم الفارط، حيث خرجت تشكيلة ''الكحلة'' خاوية اليدين من كل المنافسات المحلية والدولية التي خاضتها، ما جعل المسيرين يتخذون قرارا صعبا، وهو الاعتماد على سياسة جديدة متمثلة في إعادة بناء وهيكلة الفريق، ليتم تسريح 12 لاعبا يمثلون زبدة لاعبي كرة القدم الجزائرية الناشطين ضمن البطولة المحلية، ويأتي على رأسهم لموشية، العيفاوي، مترف، جديات، حاج عيسى، بوعزة، يخلف وحيماني، ليتم مكانهم انتداب لاعبين مغمورين، جيء بالكثير منهم من الأقسام الدنيا لمختلف البطولات الجهوية، ومنهم تيولي، فرحي، ناجي وبرفيفة، إضافة إلى لاعبين متوسطي المستوى، ونعني بهم فراوي، بلخوجة، فورمي ومفني، من دون نسيان الثنائي الغاني أسامواه وأبونغ اللذين فشلا مع الفريق وسرحا قبل نهاية مرحلة الذهاب، وكان عودية الاستثناء. وقد مكنت تلك السياسة الفريق من الإحراز على لقب البطولة الشتوية كأول ثمرة شجعت المسؤولين على المضي قدما لتجسيد سياستهم. تناقض بين أداء الهجوم والدفاع ويبقى الشيء المحير أمام هذه الطفرة التي أحدثها الوفاق، خلال مرحلة الذهاب، أن هجوم الفريق الذي حصد النقاط التي جعلت التشكيلة تتصدر البطولة لحد الآن برصيد 27 نقطة، وتصدر خطوط هجوم فرق البطولة ب 34 هدفا متقدمين على ثاني أحسن هجوم الذي يملكه فريق شباب بلوزداد بفارق 15 هدفا، غير أن هذا التألق للهجوم قابلته انتكاسة كبيرة للدفاع الذي يبقى الأضعف في البطولة، بعد خط دفاع مولودية وهران، بتلقيه ل 25 هدفا. وقد تمكن الوفاق من الفوز خلال ثمانية مباريات، منها ثلاث خارج ميدانه، فيما تعادل ثلاث مرات، منها واحدة على أرضية ميدانه، وهذا أمام الجار مولودية العلمة، كما خسر الفريق في أربع مناسبات كانت واحدة منها بسطيف وأمام الجار شبيبة بجاية. وهو حصاد يبقى إيجابيا، خاصة من قبل تشكيلة كانت تطمح فقط لإنهاء مرحلة الذهاب في وسط الترتيب. غيغر يقلب الموازين ويُحدث ثورة داخل التشكيلة استنجد مسيرو الفريق بالمدرب السويسري ألان غيغر لخلافة المدرب المستقيل جاكي كاستيلان الفرنسي، بعد أربع مباريات لم يحصد خلالها الفريق سوى ثلاث نقاط فقط. وقد اشترط المدرب غيغر على مسيري الفريق مقابل قبوله لمهمة تدريب الفريق إرجاء الحديث عن الأهداف إلى نهاية مرحلة الذهاب، حتى تسمح له الفرصة بمعرفة كل لاعب، وتشخيص المرض الذي كان يعانيه الفريق، ثم اقتراح الحلول اللازمة. ولم يدم وقت بحث غيغر عن الداء سوى فترة قصيرة، تمكن خلالها من التأكيد على أن المشكلة لدى اللاعبين هي نفسية بحتة، وأنه سيركز على الجانب النفسي في بداية عمله الذي جاء بثمار سريعة، تمكن خلالها الفريق من تجنب الهزيمة لتسع مباريات متتالية. وبالتالي تيقن أنصار الكحلة أن المدرب غيغر هو المنقذ لهذا الفريق، وهو الذي أرجع الثقة في نفوسهم، بعد أن هجر الكثير منهم مدرجات الثامن ماي مع بداية. ومن جانبه أوضح حمار أن ''الأهم حاليا هو أن هناك 45 نقطة سيتم التنافس عليها خلال مرحلة العودة، والبطولة لم تحسم بعد. ويجب علينا الاستمرار بالعمل أكثر، وبذل مزيد من الجهود، وإن شاء الله سنحقق نتائج مرضية''. أنصار الوفاق الورقة الرابحة في الأوقات بدل الضائعة يعلم كل متتبعي مسيرة الوفاق، خلال مرحلة الذهاب، أن أنصار الكحلة كانوا بمثابة ''الجوكير''، الذي يستخدمه الفريق خلال المراحل المتأخرة من أوقات المباريات، حين يدرك أبناء عين الفوارة أن فريقهم بحاجة إلى وقفة رجل واحد مساند لفريقه في أحلك الأوقات، وهو ما دفع الفريق للعودة في النتيجة في الكثير من المناسبات، بداية من المباراة الأولى أمام نصر حسين داي، حيث تمكن الفريق من تسجيل هدف الفوز في الوقت بدل الضائع، ومرورا بمباراة مولودية العلمة، التي خرج خلالها اللاعبون تحت التصفيقات رغم التعادل، ووصولا إلى آخر مباراة أمام الاتحاد العاصمي، حين تمكن الفريق، وبدعم من آلاف المناصرين، من تحقيق لقب الشتاء في الدقيقة ال,97 وهي الوقفة التي لا يعرف خباياها غير أنصار الوفاق الذين آمنوا بفريقهم.