تستعد فرنسا للاحتفال بما أسمته الذكرى الخمسين لنهاية حرب الجزائر، ويحتضن الاحتفالات التي وصفت بالكبيرة، عدد كبير من المدن الفرنسية، يأتي على رأسها تاريخ وقف إطلاق النار 19 مارس، رغم معارضة عدد كبير من الجمعيات. تأتي الاحتفالية الأولى في ذروة الحملة الانتخابية للرئاسيات بمناسبة الذكرى الخمسين لوقف إطلاق النار، رغم معارضة عدد كبير من جمعيات قدامى المحاربين. وتنقسم القراءات الأولية للرأي العام الفرنسي إلى اتجاهين، الأول يقول بإمكانية إلغاء هذا التاريخ لأن ساركوزي سيلعب على وتر جمعيات الأقدام السوداء وقدامى المحاربين الذين يرفضونه، والاتجاه الثاني يرتكز على وتر استغلال هذا التاريخ لفتح صفحة جديدة مع أبناء المهاجرين الذين يمثلون نسبة لا يمكن تجاهلها في الانتخابات الفرنسية. وتضرب السلطات الفرنسية موعدا أيضا في 16 أكتوبر، لإعادة دفن رفات الجندي المجهول في مقبرة نوتردام دي لوريت (بادكاليه)، بعد استقدامه من الجزائر في عام .1977 لكن هذا التاريخ لا يلقى إجماعا من طرف هذه الجمعيات، لأنه لا يملك الأهمية التاريخية حسبها. ولنفس الأسباب، فيما يخص التاريخ الرسمي الذي حددته الدولة الفرنسية، وهو 5 ديسمبر، الذي تم اعتماده من قبل الرئيس الفرنسي جاك شيراك وبمرسوم من مجلس الوزراء في عام .2003 وهو يخلد حرب الجزائر والمعارك في كل من المغرب وتونس بمرفأ برونلي بباريس، حيث افتتح النصب التذكاري سنة .2002 ويبقى الترتيب النهائي لهذه الاحتفالات محل نقاش. وقد انطلق جدل كبير في فرنسا بين جمعيات قدامى محاربي الجزائر، في الطريقة والتواريخ المعتمدة، بما أسمته فرنسا احتفالات نهاية الحرب في الجزائر. وقدمت عددا من التواريخ التي تراها هذه الجمعيات مهمة، رغم أن الدولة الفرنسية رسّمت يومين للاحتفال، وهما 16 أكتوبر و5 ديسمبر. أما على الصعيد السياسي، فلم يعتمد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إلا تاريخا واحدا، وهو 5 ديسمبر، مع قبول كل الاحتفالات الأخرى. وسبق أن طرح هذا الجدل في 2002 وأدى إلى تراجع الوزير الأول آنذاك، ليونال جوسبان، عن تقديم مشروع لمجلس الشيوخ، يقترح فيه ترسيم 19 مارس كتاريخ للاحتفال بانتهاء حرب الجزائر، بعد نقاشات حادة، سواء من طرف اليمين أو اليسار الفرنسيين، وصوّت عليه البرلمان الفرنسي بنسبة وصفت ب''غير المقنعة''.