لقد أُمِرنا بالصّلاة على النّبيّ، صلّى الله عليه وسلّم، قال سبحانه: {إنّ اللهَ وملائِكَتَه يُصَلُّون علَى النّبيّ يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماَ}. من فضائل الصّلاة على سيّد الخلق أنّ الله تعالى يُجازي مَن صلّى عليه، بأن يُصلِّي عليه هو سبحانه. فعن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنّ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، قال: ''مَن صلّى عليَّ صلاة واحدة صلّى عليه عشراً'' رواه مسلم، وتُصلِّي عليه الملائكة أيضاً، فعَن عامر بن ربيعة قال: سمعتُ رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، يقول: ''ما مِن عبد يُصلّي عليّ إلاّ صلَّت عليه الملائكة مادام يُصلّي عليّ، فليقلَّ العبد من ذلك أو ليُكثر'' رواه أحمد. ومن فضائل الصلاة عليه أنّها سببٌ لرفع الدرجات وحطِّ السيّئات. فعن أبي طلحة الأنصاري قال: أصبح رسول الله يوماً طيّب النّفس يُرى في وجهه البِشْر، فقالوا: يا رسول الله، أصبحتَ اليوم طيّب النّفس يرى في وجهك البِشْر. فقال: ''أجلْ، أتاني آتٍ من ربِّي فقال: مَن صلّى عليك من أمّتِك صلاةً، كتب الله له بها عشر حسنات ومَحَا عنه عشر سيِّئات ورفع له عشر درجات وردّ عليه مثلها'' رواه أحمد. ومن مكارم الصّلاة عليه، صلّى الله عليه وسلّم، أنّها الطريق إلى شفاعته، يوم نحتاج إلى شفيع. فعن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن صلّى عليّ حين يُصبح عشراً وحين يُمسي عشراً، أدركته شفاعتي'' رواه الطبراني. بل من شرف صلاتك على نبيّك أنّ اسمك يُعرَض عليه، عليه الصّلاة والسّلام، وهذا شرفٌ كبيرٌ لك ورِفعةٌ عظيمةٌ أن يُذكر اسمك بين يدي رسول الله، عليه الصّلاة والسّلام. فعَن أبي بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''أكثروا من الصّلاة عليّ، فإن الله وَكَّل بي ملَكاً عند قبري، فإذا صلّى عليَّ رجلٌ مِن أمّتي، قال ذلك الملَك: يا محمّد، إنّ فلانا بن فلان صلّى عليك السّاعة'' رواه الديلمي. كما أنّ الصّلاة على المصطفى، عليه الصّلاة والسّلام، تَنفي عن صاحبها صفة البخل، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''البخيل مَن ذُكِرتُ عنده فلم يُصَلِّ عليَّ''.