أقدم شاب في عقده الثالث، ظهيرة أمس، على الانتحار بإلقاء نفسه من جسر ''لاكولون'' من علو 33 مترا بحيدرة في العاصمة، أين لفظ أنفاسه الأخيرة فورا بسبب قوة الارتطام. تنقلت ''الخبر'' إلى مسرح الحادث، أين وقفت على المشهد المروع، حيث كان الشاب المنتحر، الذي يتراوح سنه بين 30 و35 سنة، مضرّجا بالدماء، يرتدي قميصا أحمر وسروالا رياضيا ونعلا مطاطيا، وفيما كان ملقى على وجهه بدا لنا أنه تعرض لعدة كسور خاصة في رجله اليمنى. وقال شهود عيان، ممن تحدثت إليهم ''الخبر'' أمس، إنهم تفاجأوا بالشاب وهو يقفز من أعلى الجسر، فيما أكد سائق سيارة كان مارا بالمكان أنه حاول إنقاذه إلا أنه سقط بسرعة. أما حارس الحظيرة المقابلة للجسر فأكد لرجال الأمن أنه لمح شيئا أحمر يسقط، فظن في البداية أنه كيس قمامة، إلا أنه اكتشف أن الأمر يتعلق بشخص ألقى بنفسه، ولما نزل إلى الضحية وجده يتخبط في دمائه، فقام بتلقينه الشهادة، رفقة أحد عناصر الأمن الذي كان مكلفا بحراسة الجسر من الأسفل، قبل أن يفارق بعدها الحياة. ولم يتم التعرف على هوية الضحية، لأنه لم يكن يحمل أي وثائق، باستثناء علبتي سجائر، كما استبعد السكان أن يكون من أبناء المنطقة. وفتحت مصالح الأمن تحقيقا لمعرفة ملابسات الحادثة والكشف عن هوية الضحية، الذي نقل إلى مصلحة حفظ الجثث من طرف مصالح الحماية المدنية. وأبدى السكان تذمرهم الشديد بسبب عزوف بلدية حيدرة عن تسييج الجسر الذي شهد عدة محاولات انتحار، كما كانت مصالح الأمن الحضري المحاذية للمكان قد راسلت السلطات بخصوص تسييج الجسر، إلا أنه لا حياة لمن تنادي.