أظهر تسجيل فيديو بث على الإنترنت خطابا لمن يعتقد أنه عزة إبراهيم الدوري، أحد أقرب مساعدي الرئيس العراقي السابق صدام حسين ونائبه في زعامة حزب البعث العراقي، والذي ما زال فارا حتى الآن. وفي حال ثبت أن اللقطات، التي لا يمكن التحقق من مصداقيتها بشكل قطعي، تعود بالفعل لعزة الدوري، فسيكون هذا أول ظهور له بعد أن توارى عن الأنظار لسنوات. ووجه الدوري، في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيس حزب البعث، انتقادات قوية للحكومة العراقية التي يترأسها نوري المالكي، ويهيمن عليها الشيعة، داعيا من وصفهم ب "المقاومة والمعارضة" إلى مواجهة "المشروع الفارسي في البلاد". وهدد الدوري في خطابه ب"مواصلة المقاومة لتغيير النظام السياسي"، متهما الحكومة العراقية الحالية بتحويل العراق إلى "لقمة سائغة بيد الصفويين.. حتى باتت المواجهة معهم وجها لوجه". وقال الدوري انه إذا "سقط العراق بيد الصفويين، فلا أمريكا ولا غيرها قادرة على الوقوف في وجد المد الصفوي، الذي سيجتاح الأمة العربية من أقصاها إلى أقصاها، ولابد من العمل المشترك لمواجهة المشروع الفارسي في العراق". كما انتقد الدوري بشدة بعض الزعماء العرب الذين شاركوا في قمة بغداد، بوصفهم "جبناء ورعاديد ومتآمرين"، ويلاحقون ويطاردون "مقاومة العراق". وهاجم الدوري حزب الدعوة الإسلامي، الذي يتزعمه المالكي، واتهم الحزب الشيوعي العراقي ب"العمالة"، وانتقد حركة الإخوان المسلمين في العراق وباقي الدول العربية ل"تراجعها عن تاريخها وعقيدتها". وظهر الدوري بالزي العسكري وعلى كتفه رتبه المهيب الركن، وهي رتبة صدام حسين بصفته القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وهو ما يشير إلى انه صار يعتبر نفسه الزعيم الفعلي لحزب البعث العراقي المحظور. وفي حال تبين أن من ظهر هو عزة الدوري، ستكون تلك أول كلمة له منذ غزو واحتلال العراق وسقوط نظام صدام حسين في عام 2003، وأول دليل فعلي على وجوده على قيد الحياة، عقب ظهور إشاعات عن موته بمرض سرطان الدم الذي يقال إنه يعاني منه منذ فترة طويلة. وانتقد علي الموسوي المستشار الإعلامي للمالكي ظهور هذا الشريط، وقال انه يهدف "لرفع معنويات الإرهابيين"، وأضاف الموسوي إن "الدوري يريد نشر الإرهاب والعنف الطائفي تحت تبرير المقاومة، ولكن ذلك لن يؤثر في عمل الحكومة أو العملية السياسية". وقال الموسوي إن الدوري ما زال مطلوبا للعدالة، لكنه شكك في وجود الدوري في العراق بسبب حاجته إلى رعاية طبية متطورة.