تمكنت مصالح الأمن الوطني، خلال المداهمات التي قامت بها في ال48 ساعة الأخيرة بولاية برج بوعريريج، من الوقوف على بعض مظاهر الانحراف، خاصة على مستوى المحلات التي أنجزتها السلطات المحلية للقضاء على البطالة، والتي تحوّلت إلى مصدر إزعاج لسكان عاصمة البيبان. مست عملية المداهمة التي شارك فيها 359 شرطي من إطارات وأعوان، مختلف أحياء وبلديات ولاية بوعريريج. وخلال مرافقتنا لعناصر الشرطة لمختلف النقاط السوداء التي تعرفها الولاية، وقفنا على أن سوء التسيير له ضلع في استفحال الجريمة، ولا يمكن تفسيره فقط بنظريات علم الاجتماع القائمة على الفقر والحرمان. ففي حي 400 مسكن ببلدية برج بوعريريج، وفي الوقت الذي كان فيه بعض أعوان الشرطة يجرّبون حظهم بمطاردة أشخاص لاذوا بالفرار من أمام محلات أنجزت في إطار ما يعرف بمشروع الرئيس، التفّ سكان الحي بالصحفيين ليفرغوا ما في جعبتهم من غضب على الأوضاع التي يعرفها الحي، بسبب تحوّل هذه المحلات إلى نقاط التقاء منحرفي المنطقة، محوّلين بذلك حياة سكان حي 400 مسكن إلى جحيم. وقال أحد السكان: ''الوضع صار لا يطاق، صرنا لا نستطيع الجلوس في جو عائلي بفعل ما نسمعه من كلام فاحش، ونحمّل السلطات المحلية المسؤولية. فكما تشاهدون، المحلات تم تشييدها وهي بانتظار أن توزع، غير أن إهمالها حوّلها إلى مرتع للمنحرفين ووكر للدعارة، والمؤسف أنه تم إتلاف أغلبيتها، وهي الآن بحاجة إلى إعادة ترميم''. نفس الخطاب سمعناه من سكان حي القرية الشمالية، حيث كانت مختلف الروائح تنبعث من محلات ''القضاء على البطالة''، حتى أن أحد السكان استوقفنا ليثمّن عملية المداهمة هذه. والغريب أن الكثير من السكان انزووا ببعض رجال الشرطة لمطالبتهم بتكرير مثل هذه العمليات. وهنا أيضا، حمّل السكان مصالح البلدية مسؤولية ما يجري في الحي، حيث قال كهل سألناه عن حياتهم كجيران لمحلات الرئيس: ''مشروع استبشرنا به خيرا لبطالي الحي، غير أن سوء التسيير على مستوى البلدية حوّله إلى جحيم. فكما تشاهدون، تم تحويله (المشروع) إلى وكر لمختلف صور الانحراف''. أما فيما يخص عملية المداهمة، فقال عميد الشرطة كافي عبد الجليل، رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية لبرج بوعريريج، إنها مكنت مصالحه من توقيف عدد من الأشخاص، أغلبهم ارتكبوا مخالفة السكر العلني وحيازة مخدرات. وقال محمد بورالية، رئيس أمن ولاية برج بوعريريج، من جهته، إن المغزى من هذه العمليات ليس فقط تحقيق أرقام، بل أيضا احتلال الميدان والاقتراب من المواطن.