اهتز حي 5421 مسكن المعروف باسم ''إيسطو أشلام'' بوهران، صباح أمس، على وقع جريمة بشعة، نفّذها رب عائلة قام بذبح زوجته ثم ابنته الرضيعة قبل أن يحاول انهاء حياته بنفس الطريقة، غير أنه نجا وهو يتواجد حاليا بغرفة الإنعاش بالمركز الاستشفائي الجامعي. أقدم الأب الجاني ''ص. ع'' 30 سنة، على فعلته بعد أن قضى ليلته، أول أمس، ساهرا مع بعض أصدقائه، حسبما يتردد في الحي، قبل أن يلتحق ببيته الذي يقطنه مع عائلته الكبيرة في تمام الساعة الواحدة صباحا، ولم يظهر عليه حينها أي سلوك غير عادي بالنسبة لمن جالسوه. وبعد ساعة من التحاقه بشقته، سمع أفراد عائلته صراخا صادرا من بيته، فاقتحم شقيقه وشقيقته البيت ليجدوا زوجته ''حنان.ق'' 22 سنة، وابنته سارة، ذات الستة أشهر غارقتان في حمام من الدم، فيما كان الجاني يحمل السكين في يده وقد همّ بذبح نفسه أيضا بعد الكارثة التي تسبب فيها. وبخلاف ما يتردد في الحي على أن الرضيعة توفيت ذبحا، أكد أحد أفراد العائلة أنها ماتت متأثرة بسقوط والدتها عليها. وقد تنقّلت عناصر الأمن إلى موقع الجريمة فور الاتصال بها، ونقلت الضحيتين إلى مصلحة حفظ الجثث، فيما نُقل الأب إلى مصلحة الاستعجالات الطبية بالمركز الاستشفائي الجامعي بوهران أين يتواجد تحت الرعاية الطبية. وحسب الطبيبة المشرفة عليه، فإن حالته مستقرة ويعاني من ضيق في التنفس بسبب قطع جزء من أوصاله، مما استدعى نقله إلى غرفة الإنعاش. غموض حول شخصية الأب القاتل وبهدف معرفة الدافع إلى قتل أب لقرة عينه وأمها شريكة حياته، ثم محاولته وضع حد لحياته هو أيضا، أجرت ''الخبر'' اتصالات مع بعض جيرانه لتقصي معلومات حول شخصيته وسلوكه قبل ارتكاب الجريمة، فكانت أقوالا متضاربة كثّفت من حجم الغموض الذي يكتنف حيثيات الجريمة. فحسب بعض المقربين منه، كان الجاني غير طبيعي ويعاني من اضطرابات نفسية ومشاكله لا تنتهي بسبب إدمانه على الأقراص المهلوسة، وأنه يعاني من شبح البطالة بالإضافة إلى أزمة السكن كونه يقطن رفقة العائلة الكبيرة في منزل واحد ضيق. وأكد هؤلاء أنه انقطع عن المهلوسات بعد زواجه، غير أن نوبات الإدمان عاودته بعد سنة وأصبح مضطرا إلى العلاج بمصحة خاصة، غير أنه رفض الأمر وامتنع عن تناول الأدوية التي وصفها له المختص، بينما ذكر آخرون أنه إنسان طبيعي ومتدين ويمارس حرفة الصباغة، إضافة إلى حراسة حظيرة سيارات، حتى أن أحد معارفه لا زال تحت الصدمة، أكد لنا أنه التقى به قبيل صلاة عصر يوم الجريمة، وكان بصحبة ابنته الصغيرة، رافقه إلى المسجد وأدى معه صلاة العصر ولم يظهر عليه حينها ما يثير الانتباه، قبل أن يأتيه خبر الكارثة. جريمة غير طبيعية أشارت الدكتورة تسوريا، مختصة نفسانية بوهران، إلى أن الفعل الإجرامي الذي أقدم عليه ''ص. ع'' سلوك غير طبيعي ينمّ عن سبب قاهر يعرفه الفاعل شخصيا، وهذا ما يتوصل إليه الطبيب النفسي الذي يعاين حالته النفسية. وحسبها لو اقتصرت الجريمة على ابنته وزوجته لكان الدافع الغيرة أو الشك في جانب مرتبط بالنسب، غير أن محاولة انتحاره بعدما قتل الأم والبنت الرضيعة أزاح هذه الفرضية ''وهنا يعني أنه أراد أن يضع حدا لحياته دون أن يترك عائلته تعيش وراءه في مأساة أو في وضعية اجتماعية قاهرة يعلمها هو نفسه''. وتؤكد على أن من نفذ هذه الجريمة البشعة وحاول الانتحار بنفس طريقة جريمته شخص غير طبيعي وفي غير وعيه.