هناك مشروع يجمع كوكبة من الفنانين الجزائريين والمغربيين والفنان سفير بلده بصوته عبّر أمير الأغنية العاطفية، الشاب محمد لمين، عن تفاؤله بفوز فرانسوا هولاند برئاسة فرنسا، متوقعا أن يُحدث تغييرا جذريا في التعامل مع المهاجرين، وأن يخلصهم من المعاناة التي عرفوها في عهدة نيكولا ساركوزي. وكشف في حوار مع ''الخبر'' عن مشاركته في ملحمة الخمسينية التي تعرض في 4 جويلية المقبل، بمسرح ''الكازيف'' بسيدي فرج، إضافة إلى عدة محطات فنية أخرى. بعد أربع سنوات من التحضير، ها أنت تستعد لإطلاق ألبومك الجديد ''ما فيارتي'' (فخري)، هل من تفاصيل أكثر عنه؟ ''ما فيارتي'' هو أحدث إنتاج شركة ''لاميفا'' التي أسستها في الفترة الأخيرة، وهو ألبوم غنائي يضم 18 عنوانا، بعضها من كلماتي وألحاني، والبعض الآخر من كلمات سلمى عنفر وعبد الرحمن جودي.. وغيرهما. أذكر على سبيل المثال ''كيفاش''، ''منهار رحتي''، ''ليتيمة''، ''لالة فاطمة'' و''بلادي بلادي''. كما يتضمن الألبوم المزمع إطلاقه في 16 جوان القادم، مجموعة من الثنائيات التي تتوزع على عدة طبوع، كتلك التي تجمعني مع كل من كنزة فرح، نبيهة كراولي، لطفي دوبل كانون وحميد القصري، إلى جانب الفنانين الأمريكيين جيروم بريستر وتروث هورتس. أما عن عنوان الألبوم فهو كناية عن فخري واعتزازي، بكل ما قدمته طيلة مشواري الفني الذي يمتد إلى 25 سنة. موازاة مع الألبوم، ماذا عن أجندتك الفنية لهذه الصائفة؟ أحضر هذه الصائفة للمشاركة في حوالي 13 حفلا فنيا، على غرار السهرة الافتتاحية لمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة، في 1 جويلية المقبل، ومهرجان الراي بسيدي بلعباس في 3 جويلية، الجزائر العاصمة في 15 جويلية، وهران في 16 جويلية، عنابة في 30 جويلية، مهرجان جميلة العربي في 31 جويلية، الكازيف في 1 أوت وورفلة في 26 أوت. دون أن أنسى طبعا الحفل الذي سأنشطه، سهرة غد، بقاعة ''الأطلس'' في الجزائر العاصمة، وكذا مشاركتي في الملحمة التي يعدها كركلا بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال. على ذكر الملحمة الخاصة بالخمسينية، هل لك أن تحدثنا قليلا عنها؟ إنها ملحمة جزائرية خالصة، سواء ما تعلق بالأصوات الفنية المشاركة أو المجموعة الصوتية المرافقة لها، وحتى الألبسة ستكون جزائرية مائة بالمائة. أضف إلى ذلك، أن فرقة كركلا لن تكون حاضرة فيها، خلافا لطلبة مدرسة ''ألحان وشباب'' الذين سيقاسمونني الغناء. علما أن عرضها الشرفي سيكون في 4 جويلية، بمسرح ''الكازيف'' بسيدي فرج في الجزائر العاصمة، على أن يرفق بعروض موازية في الخامس والسادس والسابع من الشهر ذاته. اسمك مبرمج أيضا في مهرجان ''تيميتار'' بمدينة أغادير المغربية، أليس كذلك؟ بلى، فأنا أتأهب لإحياء حفل في 27 جوان القادم، يندرج ضمن الطبعة التاسعة من المهرجان، التي ستمتد فعالياتها ما بين 27 و30 جوان، بمشاركة عدة فنانين، يتصدرهم كاظم الساهر. ''راي أن بي فيفر'' فتحت لك أبواب الشهرة على مصراعيها في فرنسا، ما تقييمك لتجربة الثنائيات؟ الأغنية التي أديتها مع فرقة ''راي أن بي فيفر'' لم تعبّد لي الطريق فحسب، بل شكّلت انطلاقتي الفعلية في مجال الغناء. صحيح أنني أحرزت نجاحا ملفتا في الجزائر خلال الثمانينيات والتسعينيات، إلا أن حياتي انقلبت رأسا على عقب منذ 1993 وإلى غاية .2004 وهنا، أقصد المدة التي قضيتها حبيس الملاهي الليلية في فرنسا، إلى درجة كان يختلط فيها عليّ ليلي بنهاري. الحمد لله أنني تمكنت من تحقيق نسبة عالية من أهدافي وطموحاتي، ولعل هذا ما دفعني لتكرار التجربة في ألبومي الجديد، وقبلها مع عدة أصوات وفرق فنية، كلطيفة رأفت، زينة الداودية، ''ماجيك سيستام''، ''''113،''آش كاين''.. والقائمة طويلة. قلت في تصريح سابق، إنك تتقاضى أجرا خياليا في الخارج، على خلاف الجزائر؟ (يبتسم ثم يعقب).. لا أنكر أنني أدليت بعدة تصريحات من هذا القبيل، إلا أن ثمة معطيات جديدة، اليوم، تجعلني أسحب كلامي وأعدل عن تصريحاتي، فالفنان حساس وأحيانا يتفوّه بأشياء في لحظة غضب. آمل ألا يفتح هذا الجرح مرة أخرى بعد أن التأم، وأن نفتح صفحة جديدة شعارها ''العمل ثم العمل''. وصرحت أيضا أنك مستعد لمغادرة فرنسا من أجل الاستقرار في الجزائر، إذا ما توفرت الظروف المناسبة؟ في حالة ما إذا وفرت لي الظروف المناسبة، فما جدوى الغربة؟ ماذا سأفعل بها؟ الغربة قدر محتوم عليّ وعلى غيري من الناس، الذين يسعون إلى تحسين أوضاعهم. لا أظن أن المهندسين والأطباء، مثلا، قد هاجروا أرض الوطن حبا في الهجرة أو شغفا بالتنزه أو ما شابه ذلك، فمن منا لا يفضّل الاستقرار في بلده لولا أن الظروف اضطرتنا لذلك. بما أنك مقيم بفرنسا، هل تترقب حدوث تغيير بعد رحيل ساركوزي؟ التغيير بدأ لحظة الإعلان عن نتيجة فوز الرئيس الحالي فرانسوا هولاند بالانتخابات. أنا لا أترقب حدوث تغيير إيجابي فقط، بل تغيير جذري يخلصنا من المعاناة التي عشناها في عهدة نيكولا ساركوزي الذي كان ديكتاتوريا، وصحب نظام سيء يفوق كل التوقعات، فهو لا يميز بين الصالح والطالح، الكل سواسية في نظره، الأمر الذي ولّد ضغطا كبيرا غذته وسائل الإعلام وأجهزة الأمن بشكل فظيع. غنّيت لفتح الحدود مع المغرب، إلى أي درجة يمكن للفنان أن يؤثر في صناعة القرار السياسي في نظرك؟ أولا، أشير إلى أن الأغنية عبارة عن مشروع لم يكتمل بعد، وهي تجمع كوكبة من الفنانين الجزائريين والمغربيين، أفضل الاحتفاظ بتفاصيلها حتى تكون مفاجأة للجمهور. أنا لا أعتبر نفسي فنانا متمردا، ولكن صاحب رسالة نبيلة، أرمي من خلالها إلى إرساء المحبة والأخوة ما بين البلدين، فالفنان أولا وأخيرا سفير بلده بصوته.