إنّ الأذان شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام، وقد ورد في السُّنَّة حول فضل الأذان وفضيلة المؤذنين الأحاديث الكثيرة، منها ما ورد عن معاوية رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''المؤذّنون أطول أعناقاً يوم القيامة'' رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''لو يعلَم النّاس ما في النِّداء والصفّ الأوّل ثمّ لم يجدوا إلاّ أن يستهمّوا عليه لاستهمّوا عليه'' أخرجه البخاري ومسلم. وعن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة رضي الله عنه أنّ أبا سعيد الخُذري رضي الله عنه قال له: ''إنّي أراك تحبّ الغنم والبادية، فإذا كنتَ في غنمك أو باديتك، فأذّنتَ بالصّلاة فارفع صوتك بالنّداء، فإنّه لا يسمع مدى المؤذن جنّ ولا إنس ولا شيء إلاّ شهِد له يوم القيامة، قال أبو سعيد: سمعته من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم'' أخرجه البخاري. وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''المؤذّن يغفر له صدى صوته ويشهد له رطب ويابس، وشاهد الصّلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفّر عنه ما بينهما'' رواه أبو داود وغيره وهو صحيح. هذا ليعلم المؤذن عملهم ومكانته عند الله، فيشعرهم ذلك بعظم ما حملوا من أمانته، ويدفعهم إلى القيام بالمسؤولية حقّ قيام، أمّا عن الوقت بين الأذان والإقامة، فقال فيه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''اجعَل بين أذانك وإقامتك نفس قدر ما يقضي المعتصر حاجته في مهل، وقدر ما يفرغ الآكل من طعامه على مهل'' أخرجه الترمذي وغيره وهو صحيح، وحُدِّد هذا الوقت برُبع ساعة.