كشفت منظمة الدول المصدرة للنفط، ''أوبك''، عن تراجع محسوس لإنتاج النفط الجزائري بحوالي 30 ألف برميل يوميا، ولم تقدم المنظمة تفاصيل عن الأسباب التي ساهمت في هذا الانخفاض المحسوس. وأوضحت نفس المصادر أن إنتاج النفط الجزائري بناء على الحصة المخصصة لها، بلغت في شهر ماي الماضي 197 ,1 مليون برميل يوميا، مقابل 217, 1 مليون برميل في أفريل، أي بنسبة قدرت ب2 ,20 بالمائة، بينما بلغ مستوى الإنتاج في مارس 222 ,1 مليون برميل يوميا. في نفس السياق، أشارت المنظمة إلى أن مستوى الإنتاج النفطي الجزائري قدر في فيفري الماضي ب213 ,1 مليون برميل يوميا مقابل 216, 1 مليون برميل يوميا في بداية السنة، وبلغ معدل الانخفاض نسبة 7 ,26 بالمائة. تجدر الإشارة إلى أن حصة الجزائر داخل منظمة ''أوبك'' في سنة 2010 قدرت ب250 ,1 مليون برميل يوميا، إلا أن مستوى إنتاج البترول في الجزائر بدأ يعرف انخفاضا مع سنة 2011 حينما قدر خلال الثلاثي الثالث ب241, 1 مليون برميل يوميا، ثم انخفض إلى 230, 1 مليون برميل يوميا في الثلاثي الرابع من السنة نفسها. ويتبع البترول نفس المسار الذي أخذه إنتاج الغاز الطبيعي الذي انكمش أيضا، خاصة في مجال التصدير، حيث بلغ حدود 52 إلى 54 مليار متر مكعب بدلا عن 62 مليار متر مكعب كمتوسط قبل ذلك. من جانب آخر، تظل الجزائر هذه السنة من بين البلدان التي عرفت أهم نسب انخفاض لحصة إنتاجها مقارنة بالعديد من البلدان الأخرى، في مقدمتها المملكة العربية السعودية التي توفر إنتاجا يصل إلى 91, 9 مليون برميل يوميا، مسجلا زيادة ب7 ,39 بالمائة. ويعزو خبراء في قطاع المحروقات الانخفاض المسجل في حصة الجزائر الإنتاجية لعوامل تقنية تتعلق بوضع بعض الحقول، معتبرين أن الأمر ظرفي وغير معتبر، وإن كانت الجزائر قد سجلت تباطؤا أيضا في مستويات الاستكشاف، إلا أن العامل الأهم المرتقب أن تعرفه بعض الحقول الجزائرية هو بلوغها مستوى الذروة ثم التراجع، بما في ذلك حقل ''حاسي بركين'' في أعقاب 2017 و2018، ماسيدفع الجزائر إلى تبني سياسة خاصة تضمن تعظيم الاحتياطي النفطي الجزائري، خاصة بالنسبة لأهم الحقول، مثل حاسي مسعود الذي يمثل 25 بالمائة من الاحتياطي الإجمالي النفطي الجزائري. إضافة إلى الرفع من عدد الاستكشافات، بمقدار 30 إلى 50 بئرا لكل 100 ألف كلم مربع بدلا عن 13 حاليا، للاقتراب من المعدل العالمي والرفع من الاحتياطي البالغ 2 ,12 مليار برميل، والذي يكفي لحوالي 25 سنة.