أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل، أول أمس، تطابق وجهات النظر بين الجزائر وبوركينا فاسو حول ''الضرورة الملحة للعمل سويا من أجل العودة السريعة للاستقرار في مالي''. ووصف مساهل اللقاء مع وزير الخارجية البوركينابي بأنه يندرج في إطار التشاور الدائم بين الجزائر وبوركينا فاسو حول الوضع في مالي. وأوضح السيد مساهل في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن الطرفين الجزائري والبوركينابي يعملان من أجل حل كفيل ''عن طريق الحوار والتفاوض'' بالسماح للماليين ب''التحكم في مستقبل بلدهم في إطار وحدتهم الترابية''. وقال ''سنتحرك بناء على طلب الماليين مثلما عهدنا ذلك دوما''، مضيفا أن الجزائر ''سترافق جهود الحكومة المالية قصد تشجيعها من خلال البحث عن أفضل حوار مع الفاعلين في شمال مالي''. في ذات السياق جدد مساهل التأكيد ''نحن نميز دائما بين سكان شمال مالي والإرهاب والجريمة المنظمة. هذه القضايا لا يشوبها أي لبس'' في توضيح أن دعوة الجزائر للحوار مع متمردي الشمال لا تعني حركة التوحيد والجهاد التي تختطف الدبلوماسيين الجزائريين ولا تنظيم القاعدة في الساحل. من جانب آخر أكد السيد مساهل، عشية انعقاد قمة الاتحاد الإفريقي، أن قضية مالي ستكون في قلب مباحثات هذه القمة، معربا عن قناعته بأن الاتحاد الإفريقي يمكن أن يقدم ''مساهمته'' لإيجاد حل للأزمة التي تزعزع هذا البلاد. من جهته أعلن الوزير البروكينابي للشؤون الخارجية والتعاون الإقليمي السيد جبريل باسول الذي قام أول أمس، بزيارة إلى الجزائر في إطار الوساطة القائمة مع المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا حول الملف المالي، أن الحوار السياسي هو أفضل خيار لوضع حد للأزمة في مالي. وصرح السيد باسول عقب جلسة عمل مع الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية السيد عبد القادر مساهل ''جئت مبعوثا إلى الجزائر باسم وساطة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، لأبحث مع السلطات الجزائرية السبل المثلى لمساعدة مالي على الخروج من الأزمة''. وذكر الوسيط البوركينابي ''لقد اتفقنا على تغليب الحوار السياسي''، لكنه أشار إلى أن ''الخيار العسكري غير مستبعد لوضع حد للأزمة المالية''، موضحا أن هذا الخيار ''لا بد أن يتكيف تماما مع تطور المسار السياسي''. وأوضح السيد باسول أن التشاور ''الدائم'' مع الجزائر ''ضروري للغاية'' لتسوية الأزمة المالية. وقال السيد باسول أن ''الجزائر بلد مجاور لمالي ورؤيته للأمور يمكن أن تفيدنا كثيرا'' مؤكدا في هذا الصدد ''إذا ما احتفظنا بهذا الإطار التشاوري مع روح التعاون والأخوة الجيدة سنجد حلا لمالي مع الحفاظ على وحدته وسلامته الترابية''.