يقول الله تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} البقرة: .262 يقول العلامة ابن كثير في تفسيره: يمْدَح تبارك وتعالى الّذين يُنفقون في سبيله ثمّ لا يُتْبِعون ما أَنْفقوا من الخيرات والصّدقات مَنًّا على مَن أَعْطَوْهُ فلا يمُنُّون على أَحد ولا يَمُنُّونَ به لا بقول ولا فعل. وقوله {وَلاَ أَذًى} أَي لا يفعلون مع مَن أَحسنوا إليه مكروها يحيطون به ما سلف من الإِحسان ثمّ وعدهم الله تعالى الجزاء الجزيل على ذلك فقال {لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْد رَبِّهِمْ} أَي ثَوَابهم على الله لا على أَحد سواه، {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} أَي فيما يستقبلونه من أهوال يوم القيامة، {وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} أي على ما خلَّفوه من الأَولاد ولا ما فاتهم من الحياة الدّنيا وزهرتها.