عرفت، أمس، أسعار النفط ارتفاعا محسوسا على خلفية جني الأرباح والاضطرابات التي تعرفها عدد من البلدان المصدرة، وكذا مؤشرات ارتفاع المخزون الأمريكي. وبلغ سعر برنت بحر الشمال، أمس، 3 ,112 دولار للبرميل، بزيادة نسبتها 1 ,2 بالمائة مقارنة بمستوى الإغلاق المسجل أمس الأول. واستفاد سعر البترول من عدة عوامل إيجابية، من بينها ارتفاع المخزون الأمريكي والمشاكل التي تواجه عدة بلدان منتجة ومصدرة، خاصة دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإفريقيا، كإيران وليبيا ونيجيريا والسودان، يضاف إليها زيادة النمو في الصين والهند، أكبر البلدان المستهلكة مع الولاياتالمتحدة. ويأتي التحسن في الأسعار بعد انكماش معتبر لعدة أيام متتالية، حيث فقد سعر النفط حوالي أربعة دولارات نتيجة إحصائيات تفيد بتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، وانحسار المخاوف من انقطاع الإمدادات، على خلفية الملف النووي الإيراني بالخصوص. وعززت العقود الآجلة لمزيج برنت مكاسبها إلى أكثر من دولارين، مع تجدد المخاوف من تعطل إمدادات الشرق الأوسط، كما عزز تصاعد أزمة ديون منطقة الأورو القلق بشأن الطلب، وحدّ من المكاسب، رغم التدابير التي اتخذتها البلدان الأوروبية. وارتفع مزيج برنت دولارين إلى 30, 112 دولار للبرميل، بعد أن جرى تداوله بين 68, 109 دولار و20, 112 دولار. وساهمت الشكوك بشأن تقديم التدابير الخاصة بإنقاذ إسبانيا، والجدل القائم حول ديون اليونان، الصعوبات التي تواجهها أوروبا في معالجة مشكلاتها، ما ضغط على الأسواق، ولكن النفط تلقى دفعة إلى الأمام على خلفية الأزمة القائمة بين الدول الغربية وإيران حول برنامجها النووي. وارتفع سعر خام برنت في عقد أقرب استحقاق إلى 30, 110 دولار للبرميل، ليعوض بعض الخسائر التي سجلها في الجلسة الماضية. وصعد الخام الأمريكي الخفيف أيضا إلى 25 ,90 دولار للبرميل. بالمقابل، يسود تخوف لدى العديد من الخبراء من إمكانية انحصار الأسعار مجددا، قبل نهاية السنة، مع تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي، خاصة في الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي واليابان، ما يؤثر على مستوى الاستهلاك، وإن كانت المرحلة الحالية تتسم، عادة، بارتفاع في استهلاك وقود التدفئة في كافة الدول الشمالية.