نفى السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري، أن تكون السلطات السورية اعتذرت عن القصف الذي أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المدنيين الأتراك، مؤكدا أن بلاده تجري تحقيقا جادا حول مصدر القصف. وألقى الجعفري خطابا رسميا من حكومته إلى مجلس الأمن الدولي، جاء فيه أن السلطات السورية تجري تحقيقا جادا حول مصدر القصف الذي أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين أتراك. وقال الجعفري في الخطاب "في الأوقات التي تقع فيها حوادث على الحدود بين أية دولتين جارتين، فإن على الحكومات والدول التصرف بشكل حكيم وعقلاني ومسؤول، وخاصة مع الأخذ في الاعتبار الوضع الخاص والدقيق على الحدود السورية التركية، حيث توجد جماعات إرهابية مسلحة غير منضبطة تنتشر على طول هذه الحدود بأجندات وهويات مختلفة". وأضاف أن تلك الجماعات تمثل تهديدا لأمن سوريا وللأمن الإقليمي لدول المنطقة. وأشار إلى إطلاق النيران من قبل القوات التركية على الأرض السورية، وقال إن الجنود السوريين التزموا بممارسة ضبط النفس ولم يردوا على القصف المدفعي التركي. ودعت الحكومة السورية إلى تعاون الحكومة التركية معها في السيطرة على الحدود. وردا على أسئلة الصحافيين حول اعتذار سوريا لتركيا وما إذا كان ذلك يحمل اعترافا بمسؤولية الحكومة عن القصف، قال الجعفري"لا، هذا الكلام غير دقيق. إن السلطات السورية تقوم بتحقيق دقيق لمعرفة مصدر إطلاق القذيفة التي سقطت في الجانب التركي وأدت إلى سقوط ضحايا". وتابع "لم ينته التحقيق الرسمي حتى الآن والحكومة السورية عبرت عن تعازيها للضحايا ولعائلة السيدة التي قتلت في القصف وللشعب التركي، ولكن هذا لم يكن اعتذارا بل هو تعبير عن التضامن مع المدنيين وهذه السيدة وأطفالها والتعاطف مع المأساة التي لحقت بالعائلة". وأضاف الجعفري أن التحقيق لم ينته بعد وأن سلطات بلاده تقوم بما يتعين عليها فعله، وتطالب الجانب التركي القيام بنفس الشيء. وأكد بشار الجعفري حرص الحكومة السورية على الحفاظ على علاقات جوار حسنة مع تركيا، وعلى أن توضح للشعب التركي أن سياسات حكومته مع سوريا خاطئة منذ بداية الأزمة. وقال السفير السوري إن حكومته لا تسعى إلى تصعيد الوضع مع أي من الدول المجاورة بما فيها تركيا. وكان نائب رئيس الحكومة التركية، بشير أتالاي، أعلن أن "الجانب السوري اعترف بما فعل واعتذر"، ووعد بعدم تكرار الحادثة. وكانت قذيفتان سقطتا من الجانب السوري على بلدة آقجه قلعة الحدودية التابعة لمحافظة شانلي أورفه بجنوب شرق تركيا أمس، ما أسفر عن سقوط 5 قتلى و13 جريحا وردت القوات التركية بقصف أهداف سورية