دمر مسلحون يعتقد بأنهم من القوات الخاصة التابعة للجيش الفرنسي، مخزنا للأسلحة في شمال إقليم الأزواد بمالي، في عملية سرية وقعت ليلة الأربعاء إلى الخميس الماضي، واستهدفت صواريخ مضادة للطائرات كانت مخفية في الموقع. وأكد مصدر عليم بالشأن الأمني في إقليم الأزواد والساحل، بأن موقعا عسكريا سابقا للجيش المالي في شمال إقليم الأزواد تم تدميره بالكامل من قبل مجموعة مسلحة مجهولة ترتدي زيا عسكريا. وأسفر الهجوم عن القضاء على المدافعين عن الموقع الذي ضم مخزنا للأسلحة. وقال شهود عيان من منطقة تساليت بشمال مالي، إن أعمدة الدخان شوهدت وهي ترتفع في السماء بعد انفجار ضخم وقع في معسكر سابق للدرك المالي، قرب قاعدة أمشش الجوية التابعة للجيش المالي سابقا. وأفاد القيادي السابق في الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، إمنان أغ مسعود، في اتصال هاتفي مع ''الخبر''، بأن اشتباكا وقع ليلة الأربعاء إلى الخميس شاركت فيه قوة متكونة من 20 إلى 30 مسلحا يرتدون زيا نظاميا ضد حامية لعناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحركة أنصار الدين، متكونة من 12 مسلحا، كانت تحرس مخزنا للأسلحة به صواريخ وذخائر ثقيلة، بعضها يعود للجيش المالي. وقد استغرق الاشتباك حوالي ساعة وانتهى بتدمير المخزن الواقع في منطقة ''تياسون''، 20 كلم غربي قاعدة أمشش العسكرية. وأضاف المتحدث أن بدوا رحل يقيمون في مواقع قريبة شاهدوا أعمدة الدخان وهي ترتفع، وسمعوا الانفجارات وهي تتلاحق بعد الغارة التي نفذتها مجموعة يعتقد بأنها تتألف من مسلحين محترفين. وتشير المعلومات المتوفرة في الموضوع إلى أن موقع ''تياسون'' كان في السابق قاعدة للدرك المالي، ثم سيطر عليه عناصر من الحركة الوطنية لتحرير الأزواد، وانسحبوا منه بعد أن هاجمه مسلحون من القاعدة وأنصار الدين، وكان عبارة عن مخزن للأسلحة وموقعا لتزويد سيارات وشاحنات الجيش المالي بالوقود. وأفادت مصادرنا بأن المكان شهد في الأيام الماضية تحليقا متقطعا لطائرات حربية وطائرات استطلاع مجهولة الهوية، وتشير تقارير عدة إلى وجود قوة خاصة تابعة للجيش الفرنسي تعمل في منطقة الساحل انطلاقا من قاعدتين في جنوب ليبيا وشمال النيجر.