أعاد الرئيس الروماني ترايان باسيسكو تعيين اليساري فيكتور بونتا رئيسا للوزراء يوم الاثنين -رغم إعلانه انه لن يفعل ذلك ثانية- ليمنح خصمه اللدود تفويضا لإتمام اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي. وتأتي هذه الخطوة بعد فوز الاتحاد الاشتراكي الليبرالي الذي ينتمي له بونتا بأغلبية الثلثين في الانتخابات التي أُجريت في التاسع من ديسمبر كانون الأول. لكن الاثنين لا يفضلان العمل معا وهذه الشراكة ربما لا تدوم.وانتقد الاتحاد الأوروبي بونتا وهو محام يبلغ من العمر 40 عاما لتقويضه سيادة القانون في محاولة فاشلة لعزل باسيسكو عبر البرلمان في يوليو تموز. وعطل هذا النزاع الحياة السياسية في ثاني أفقر دولة في الاتحاد الأوروبي وتسبب في انخفاض قيمة عملتها لأدنى مستوى.وتسبب الخلاف بين الاثنين في إثارة شكوك حول مدى قدرة رومانيا على أن تنجز سريعا اتفاقا مع صندوق النقد الدولي ليحل محل اتفاق للحصول على خمسة مليارات يورو (6.6 مليار دولار) والذي ينتهي أجله أوائل العام القادم ويتعين على بونتا موازنة ذلك مع تخفيف التقشف وإنعاش الاقتصاد الذي يعاني من الركود.وتأكيدا لتردد باسيسكو في تعيين بونتا فقد أعلن القرار في بيان صحفي بدلا من الكلمة المعتادة في القصر الرئاسي في بوخارست. ويمكن لأي تجدد للخصومة بين الاثنين ان يعرض باسيسكو لمحاولة عزله مجددا من خلال البرلمان حيث يحظى الاتحاد الاشتراكي الليبرالي بالأغلبية.وتآكلت شعبية باسيسكو وحلفائه بشدة بعد تطبيق إجراءات تقشف بما في ذلك خفض في الرواتب ورفع ضرائب المبيعات وتولى بونتا السلطة في مايو ايار بعد الإطاحة بحكومة مرتبطة بباسيسكو في اقتراع لحجب الثقة بالبرلمان.وبعد أكثر من 20 عاما على سقوط الدكتاتور الشيوعي نيكولاي تشاوسيسكو ما زالت الدولة العضو بالاتحاد الاوروبي تتخلف كثيرا في مسيرتها عن باقي الاعضاء وما زالت مبتلاة بالفساد والجريمة المنظمة. وتراقب بروكسل النظام القضائي وما زالت رومانيا خارج منطقة شنجن للتنقل دون جوازات سفر بسبب بواعث القلق بشأن الفساد