يُصاب عدد هام من الأشخاص بالتهاب القصبات التنفّسية، الذي يزداد انتشاره أكثر فأكثر عند اقتراب فصل البرد، وهذا راجع لأسباب عدّة، ومنها برودة الطقس، الرطوبة، الضباب، ثم تلوّث الهواء، وخاصة بالأجسام الغازية، التي طغت في المدن الكبرى بصفة مخيفة، وكذلك التدخين الذي غالبا ما يكون سببا في الوفاة، وأخيرا العوامل المهنية والسكنية، التي تكون أحيانا، أيضا، سببا في إصابة الشخص بهذا الداء الخطير. إضافة إلى هذا هناك عوامل أخرى تعمل على الإصابة بالتهاب القصبات التنفّسية، مثل الأمراض المزمنة، ضعف المناعة، الإصابات العدوية المتكرّرة للمجاري التنفّسية، والحساسية المفرطة.. إلخ. ما هي أعراض هذا الداء؟ يشتكي المصاب بالتهاب القصبات التنفّسية من السعال المتكرّر، المصحوب بالبصاق، الذي يكون مقيّحا في أغلب الحالات، إضافة إلى صعوبة التنفّس، التي تدلّ على انسداد القصبات، والتي تزداد حدّتها عند القيام بجهد، حيث يلاقي الشخص صعوبة كبيرة أثناء صعوده السلم مثلا، ويكون مجبرا على الاستراحة أكثر من مرة، ليتمكّن من مواصلة الصعود، كما يعاني أيضا المصاب من ازرقاق الأصابع، وأحيانا الانتفاخ، ثم أيضا إصابة الأسنان واللثة..إلخ. مضاعفات داء التهاب القصبات التنفّسية غالبا ما يتطوّر داء التهاب القصبات التنفّسية إلى الإصابات العدوية المتكرّرة ثم انسداد القصبات، بسبب الإفرازات المتزايدة والمتراكمة محليا، ما يؤدّي إلى انتفاخ الرئة وتوسّع القفص الصدري، الذي يسبّب تدمير الأكياس التنفّسية. ليس نادرا وقوع تجمّع الهواء في غلاف الرئة عند المصاب بالتهاب القصبات التنفّسية، أو إصابة القلب أو الكبد أو انتفاخ الأطراف السفلى..إلخ. يحتاج داء التهاب القصبات التنفّسية إلى الكثير من العناية، لتفادي تفاقمه وتطوّره إلى حالات أكثر خطورة، التي تؤدّي إلى تدمير دائم لجهات من الجهاز التنفّسي، لا يمكن الشفاء منها بعد وقوعها، لهذا يجب مكافحة العوامل المسبّبة، مثل التدخين، الرطوبة، البرد، العوامل الملوّثة الغازية منها، وغيرها، وأحيانا تغيير المهنة، ثم معالجة الأمراض العدوية وإصابة الأسنان، والقيام كل سنة عند حلول فصل الخريف بالتلقيح ضد الزكام وبعض الأمراض العدوية الأخرى، ومعالجة نوبات التهاب القصبات التنفسية، كما يجب منذ العناية بها منذ بدايتها ومكافحة الإفرازات المتكرّرة للقصبات التنفّسية التي تكون السبب غالبا في تفاقم المرض.