تتواصل تداعيات ترشيح الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للسيناتور الجمهوري السابق، تشاك هاغل، لتولي منصب وزير الدفاع، خلفا لليون بانيتا. ففي ما أكد ريوفين ريفلين، رئيس الكنيست الإسرائيلي، أمس، ''قلقه من تعيين هاغل في منصب وزير الدفاع''، جاءت تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمانبرست، لتشير إلى ارتياح إيراني بقوله إن ''طهران تأمل في تحسن العلاقات بين البلدين في حال إقرار هاغل في منصب وزير الدفاع''. يأتي الجدل حول ترشيح وزير الدفاع الجديد على خلفية تذكير بعض الصحف الإسرائيلية والأمريكية بجملة من مواقف المرشح الجديد، تشاك هاغل، بخصوص عدد من القضايا الشرق أوسطية، في مقدمتها ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، والبرنامج النووي الإيراني، حيث أكد سياسيون من اليمين الإسرائيلي أن تشاك هاغل سبق له وأدلى بتصريحات اعتبروها مناهضة للدولة العبرية، ويتعلق الأمر بدعوته طرفي النزاع إلى العودة إلى الحوار والمفاوضات من أجل التوصل إلى حل دائم، كما كان من الرافضين للطرح العسكري في التعامل مع إيران، داعيا إلى تغليب الحلول السياسية والحوار. وعلى الرغم من شراسة الحملة التي واجهت ترشيح هاغل، إلا أن العارفين بالشأن السياسي الأمريكي أكدوا أنها لن ترقى لدرجة التراجع عن تعيينه خلفا لبانيتا، حيث جرت العادة والتقاليد السياسية في البيت الأبيض على أن تتم سلسلة من المشاورات قبل الترشيح، على أن يكون هناك توافق وإجماع قبل إعلان اسم المرشح، ما يجعل الأمور تتجه نحو موافقة الكونغرس على تعيين تشاك هاغل في منصب وزير الدفاع. ولعل نفي هاغل كل الاتهامات الموجهة له ساهم في تراجع حدة الهجوم عليه، حيث أكد أن دعوته لعودة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تصب في مصلحة الدولة الإسرائيلية وليس العكس، مشددا في السياق على دعمه الكامل لإسرائيل. وقد كان لهذه التصريحات الأثر المباشر في تغير نبرة التصريحات الإسرائيلية الرسمية، حيث قال داني إيلون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، أمس، انطلاقا من معرفته الشخصية بمرشح وزارة الدفاع، إن ''الانتقادات الموجهة لهاغل مجرد مخاوف لا أساس لها، لأن التعاون الإسرائيلي الأمريكي استراتيجي وقوي، كما أن شخصا واحدا لا يحدد السياسة الأمريكية''. ومع أن إدارة البيت الأبيض امتنعت عن التعليق على الجدل القائم في كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل، اكتفى الرئيس أوباما بالإشادة بخصال تشاك هاغل باعتباره ''بطلا قوميا من المشاركين في حرب الفيتنام''، وهي بالذات النقطة التي سعى من خلالها مرشح وزارة الدفاع تبرير موقفه الرافض للخيارات العسكرية بقوله: ''منذ عودتي من حرب فيتنام وأنا أبذل كل جهدي لمنع الحروب، لإدراكي أنها لا تحقق أي إنجاز غير الدمار''، معبرا عن اعتقاده بأن ضرورة ضمان أمن إسرائيل تدفعه لتجنيب المنطقة لأي حرب قد تكون مدمرة، كما أضاف أنه لم يخف يوما قناعته بأن إيران دولة ترعى الإرهاب''.