عثرت مصالح الأمن بدائرة عين الحجل، أول أمس، على جثة طفل قاصر يبلغ من العمر 15 سنة، وسط مسكن في طور الإنجاز بحي العربي بن مهيدي، أمتارا قليلة على مقر الدرك الوطني بهذه الأخيرة. وحسب مصادر ''الخبر''، فإن الضحية الذي يزاول تعليمه في السنة الرابعة متوسط، وجد مشنوقا بواسطة حبل، حيث تم إجلاء جثته باتجاه مصلحة حفظ الجثث بمستشفى كويسي بلعيش بسيدي عيسى. اهتز حي أولاد سويد، صبيحة الجمعة، على نبأ العثور على جثة الطفل بوعلام رفيق، 15 عاما، جثة هامدة بالقرب من مقر فرقة الدرك الوطني لعين الحجل وعليه آثار اعتداء، بعد يوم من اختفائه عن المنزل. ولم يستفق بعد سكان هذه المدينة الهادئة من هول الصدمة التي راح ضحيتها بوعلام الذي كان يملأ البيت فرحة، بابتسامته التي لم تكن تفارق شفتيه، ولا يغادر البيت إلا لشراء الأغراض أو اللعب رفقة أترابه. تفاصيل القصة تعود، حسب أحد أقاربه، إلى يوم الخميس الماضي الذي صادف عطلة المولد النبوي الشريف، حيث خرج بوعلام كعادته من البيت في حدود الثانية زوالا رفقة أطفال الحي للعب بالقرب من المنزل. لكن الضحية لم يعد مثلما جرت العادة، ما استدعى العائلة إلى البحث عن فلذة كبدها. ويواصل قريب الضحية واصفا حالة الهستيريا التي دخلت فيها العائلة فور تأخر بوعلام عن العودة إلى البيت، حيث ذكر أنهم بحثوا عنه عند أصدقائه، وأكدوا أنهم افترقوا في حدود الخامسة مساء، أي بعد ثلاث ساعات من اللعب رفقة أقرانه. ومع حلول الظلام وعدم رجوع بوعلام إلى المنزل، يقول عمه رياض إنهم انتظروا إلى غاية الصباح، ليكتشفوا الفاجعة. ويضيف رياض ساردا الوقائع أنه تم العثور على جثة الطفل على بعد 800 متر من مقر فرقة الدرك الوطني، بفضل عدد من السكان الذين كانوا متوجهين إلى سوق المدينة الأسبوعي في حدود الساعة الرابعة من فجر يوم الجمعة، وقام أحدهم بإبلاغ أسرة بوعلام، حيث تنقل والده إلى عين المكان وتعرّف على ابنه الذي صار جسدا بلا روح، وآثار الضرب ظاهرة على جسمه الصغير. كما قال شهود عيان، تحدثوا لأقارب الضحية، إنهم وجدوا بوعلام مرميا وعلامات الاعتداء بادية على رقبته، وأن آثار الخنق كانت بارزة، وعثروا على حبل بالقرب من الجثة. وفي حدود التاسعة صباحا، نزل نبأ العثور على جثة بوعلام كالصاعقة على سكان الحي، والمدينة قاطبة، في ظل تردّد والده في تبليغ زوجته بما حدث، حيث اضطر بعد إلحاح إلى نقلها المستشفى لرؤية جثة فلذة كبدها. وهناك أغمي عليها، بعد أن تأكدت أن بوعلام رحل ولن يعود إليها أبدا. كما أردف عم الضحية قائلا إنه تم نقل جثة بوعلام إلى مستشفى سيدي عيسى في ولاية المسيلة، قبل أن يتخذ قرار بتحويلها إلى الجزائر العاصمة لإجراء عملية التشريح، في الوقت الذي بدأت الشرطة في التحرّي والتحقيق المعمّق في ملابسات الجريمة التي أعادت إلى الأذهان جريمتي قتل كل من الطفلتين شيماء وسندس بالعاصمة، شهر ديسمبر الماضي.