إنّ الرؤيا الصّالحة من بقايا النُّبوة، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يبقى بعدي من النُّبوة إلاّ المبشّرات''. قالوا: يا رسول الله، وما المبشّرات؟ قال: ''الرُّؤيا الصّالحة يراها الرّجل لنفسه أو تُرى له'' رواه أحمد وهو حديث صحيح. ولكي تكون الرّؤيا صالحة، لا بدّ أن تتوفّر عدّة أمور منها أن يكون المرء صادقًا في حديثه مع النّاس، قال صلّى الله عليه وسلّم ''أصدقكم رؤيًا أصدقكم حديثًا'' رواه البخاري ومسلم. وأن ينام على جنبه الأيمن، فعن عائشة رضي الله عنها: ''كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه التيمّن في شأنه كلِّه'' رواه البخاري ومسلم، ورُوي أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان ينام على جنبه الأيمن ويضع يده اليُمنَى تحت خدّه الأيمن ويقول: ''اللّهمّ قِنِي عَذابَك يوم تجمَع عبادك'' رواه أحمد والترمذي وغيره وهو صحيح. فإن رأى المؤمن رؤيا صالحة فلا يقصّها إلاّ على حبيب أو صديق ولا يقصّها على حاسد، قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تقصنّ رؤياك إلاّ على حبيب أو لبيب'' حديث صحيح رواه الترمذي. وقال تعالى: ''قَالَ يا بنيّ لاَ تَقْصُصْ رؤياك علَى إخْوَتِكَ فيكيدوا لكَ كيْدًا'' يوسف.5 وهو قول يعقوب لابنه يوسف عليهما السّلام، فالحبيب أو القريب يفرح لرؤياك ولا يعتبرها إلاّ على خير، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: ''الرؤيا تقع على ما عبّرت'' رواه ابن ماجه وأبو داود وغيرهما وهو حديث صحيح. فإن رأى المؤمن ما يحزنه في منامه، فإنّ من السنّة أن يتحوَّل عن جنبه الّذي نام عليه إلى الجنب الآخر. ويتفل عن يساره ثلاثًا ويستعيذ بالله من الشيطان الرّجيم، ولا يُحدث أحدًا برؤياه، والأفضل أن يقوم فيُصلّي، ويحرم على المؤمن أن يكذب ويقول ''رأيتُ في منامي كذا وكذا وهو لم ير شيئًا''.