باتت كأس رابطة أبطال إفريقيا بمثابة ''الشبح الأسود'' للأندية الجزائرية التي عجزت، منذ تحويلها إلى النسخة الجديدة منذ سنة 1997، عن الوصول إلى الدور النهائي، حيث أقصى ما بلغته الفرق الوطنية هو بلوغ اتحاد العاصمة، بقيادة مدربه المرحوم مراد عبد الوهاب في الموسم الرياضي سنة 2003 ، الدور نصف النهائي وإقصائه على يد أينمبا النيجيري، وهو نفس الدور الذي بلغته شبيبة القبائل في سنة 2010 وخروجها من المنافسة على يد تيبي مازمبي الكونغولي.وهو ما يدل على أن الأندية الجزائرية ''عاجزة'' على تأكيد تواجدها في القارة السمراء، بالرغم من المرتبة المتقدمة (المرتبة 19) التي بلغها المنتخب الوطني في التصنيف العالمي ل''الفيفا''. تُطرح العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية التي كانت وراء عدم نجاح الفرق في بلوغ الأدوار النهائية، والمشاركة في كأس العالم للأندية، وكونه لا يزال يفصلنا سوى أسبوع واحد عن انطلاق الأدوار التمهيدية في هذه المنافسة، ارتأينا أن نخصص ملف الأسبوع حول حظوظ الفرق الجزائرية المشاركة في السنة الحالية، مع أخذ آراء التقنيين والمسيرين حول الأسباب التي كانت وراء عدم تتويج أي فريق جزائري بهذا اللقب الغالي. وفاق سطيف وشبيبة بجاية هدفهما دور المجموعات سيمثل الجزائر، في الموسم الحالي، فريقا وفاق سطيف المتوج بلقب بطولة الموسم الماضي والوصيف شبيبة بجاية في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، حيث ستكون آمال كثير من الجزائريين معلقة على هذين الفريقين من أجل التأهل أولا إلى دوري المجموعات، ثم اقتطاع التأشيرة إلى الأدوار النهائية. لكن المعطيات الحالية تشير إلى صعوبة مهمة الناديين الجزائريين، خاصة أبناء ''يما فورايا''، الذين ستكون مهمتهم صعبة جدا في بلوغ دوري المجموعات، لأنهم سيواجهون في الدور التمهيدي أولمبيك نيامي النيجري، ذهابا في الوحدة المغاربية وإيابا عند المنافس، وفي حال تأهلهم فإنهم سيصطدمون بنسبة كبيرة بالمنافس الغاني أشانتي كوتوكو ذهابا في بجاية وإيابا في العاصمة الغانية آكرا، وعند تأهلهم سيلاقون في الدور الأخير قبل دوري المجموعات المنافس التونسي القوي الترجي، وصيف بطولة السنة الماضية. وبدوره، فإن المنافس الثاني وفاق سطيف أعفي من الدور التمهيدي الأول، وسيلاقي في الدور السادس عشر المتأهل من الفائز في مباراة آسفا آنينفا البوركينابي أمام المنافس كوتو البنيني، ويبدو أن مهمة أبناء عين الفوارة لن تكون صعبة في ضمان تأشيرة التأهل إلى الدور المقبل والوصول إلى دوري المجموعات. أربعة فرق تأهلت إلى دور المجموعات في السنوات الثلاث وكانت الفرق الجزائرية، في السنوات الأولى من النسخة الجديدة لكأس رابطة أبطال إفريقيا، تُقصى من الأدوار الأولى من دون ضمان المشاركة في دوري المجموعات، ولكن في السنوات الثلاث الأخيرة نجحت ثلاثة أندية في كسر القاعدة والتأهل على دوري المجموعات، تتقدمها شبيبة القبائل ووفاق سطيف سنة 2010، ومولودية الجزائر سنة 2011، وجمعية الشلف 2012. ونجحت تشكيلة واحدة فقط في التأهل إلى المربع الذهبي، وهي شبيبة القبائل التي أقصيت على يد صاحب اللقب تيبي مازمبي، حيث باتت مهمة الأندية الجزائرية ''شبه مستحيلة'' في التأهل إلى المباراة النهائية، أمام فرق غالبا ما تكون، أيضا، منتمية لبلدان شمال إفريقيا في صورة تونس، مصر، والمغرب. أولمبي الشلف يسدد فاتورة مشاركته في الموسم الحالي يتواجد نادي جمعية الشلف في بطولة الموسم الحالي من البطولة الوطنية في وضعية صعبة جدا، من خلال ملازمته لمراتب المؤخرة منذ انطلاقة المنافسة، والسبب الأول الذي جعل رفقاء القائد زاوي يتواجدون، حاليا، في المرتبة الثالثة عشر وبفارق ثماني نقاط عن أول المهددين بالسقوط شباب باتنة يعود، بالدرجة الأولى، إلى ''تأهلهم''، في السنة الماضية، إلى دوري المجموعات من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا، حيث ''استنزفت'' مشاركة ''الشلفاوة'' في المجموعات، ومواجهتهم أقوى الفرق الإفريقية ''قواهم''، خاصة من الناحية البدنية، ولم يكونوا قادرين على ضمان تحضيرات جيدة لبداية البطولة، وهو ما جعل كثيرا من لاعبي ومسيري، وحتى أنصار هذا الفريق يؤكدون على أن مشاركتهم في المنافسة الإفريقية كانت ''نقمة'' على فريقهم، الذي يبقى مهددا بالسقوط إلى الدرجة الثانية مع نهاية الموسم. تاريخ المنافسة سبب في تعثر الفرق الجزائرية ويرى كثير من التقنيين والمسيرين أن سبب تعثر الأندية الجزائرية في منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا يعود، بالدرجة الأولى، إلى تاريخ انطلاق مباريات دوري المجموعات، المحددة من قبل الكونفدرالية الإفريقية ''الكاف'' أيام 19 - 20 - 21 من شهر جويلية في كل سنة، وهو الموعد الذي لا يناسب كثيرا الأندية، لأنها في نهاية الموسم الرياضي هنا في الجزائر، وما يتزامن معه، طبعا، نهاية عقود اللاعبين، الذين يفضّلون تغيير الأجواء نحو فرق أخرى، وهو ما حصل لمولودية الجزائر سنة 2011، عندما لعبت المباريات الأخيرة من دوري المجموعات بعدد قليل جدا من اللاعبين، لم يتجاوز 14 لاعبا، في وضعية جعلت المدرب السابق ل''العميد''، عبد الحق بن شيخة، لا يجد حارسا ثانيا يضعه في كرسي البدلاء. وهو ما يعني أن الفيدرالية الجزائرية ''أحسنت صنعا'' عندما أعلنت عن القانون الجديد، مع بداية الموسم الحالي، المتمثل في تحديد مدة عقد اللاعبين لموسمين على الأقل، وهذا حتى تسمح للأندية الجزائرية المشاركة في المنافسة الإفريقية الأولى في تقييد عدد كبير من لاعبيها في القائمة الإفريقية النهائية، من دون أي تخوفات خاصة برحيلهم عند نهاية البطولة المحلية. فرق وسط وجنوب إفريقيا أكثر جاهزية من الأندية الجزائرية ويرى كثير من المدربين الجزائريين أن تاريخ موعد إجراء مباريات دوري المجموعات، وحتى الأدوار المتقدمة من المنافسة الثانية الاتحاد الإفريقي ''الكاف''، يخدم كثيرا الفرق التي تقع بلدانها في وسط وجنوب القارة الإفريقية، وهذا لأنها مع تاريخ 19 - 20 - 21 جويلية تكون مع إجراء مباريات مرحلة الإياب من بطولاتها المحلية، على عكس الأندية الوطنية التي تكون في عطلة أو في فترة تحضيرات خاصة بالموسم الجديد. وهو ما يعني أن أندية بلدان وسط وجنوب إفريقيا تكون أكثر جاهزية، سواء من الناحية البدنية أو الفنية، ما يجعلها تحقّق أفضل النتائج في مختلف المنافسات الإفريقية، وأكبر دليل على هذا وصول ناديين من السودان في السنة الماضية إلى الدور نصف النهائي من منافسة ''الكاف''، على عكس أندية شمال إفريقيا التي أقصيت من الأدوار الأولى. الترجي التونسي والأهلي المصري يكسران القاعدة ولكن الملاحظ على هوية الفرق التي صعدت على منصة التتويج، في المواسم الأخيرة الماضية، أنها تنتمي لبلدان شمال إفريقيا. والبداية مع سنة 2010 عندما نشّط النهائي الترجي التونسي أمام تيبي مازمبي الكونغولي، الفائز باللقب بعد فوزه العريض في مباراة مرحلة الذهاب. وفي سنة 2011 نشط المباراة النهائية كل من الوداد البيضاوي المغربي أمام الترجي التونسي المتوج باللقب، والذي فشل في الحفاظ على لقبه في السنة الموالية، عندما أطاح به الأهلي المصري في السنة الماضية 2010. وهو ما يدل على أن التحجّج بمسألة توقيت مباريات دوري المجموعات ليس حقيقيا، مادام أن رزنامة البطولتين المصرية والتونسية مشابهة للبطولة الجزائرية، والأكثر من هذا، فإن البطولة المصرية توقفت في السنة الماضية بسبب أحداث مجزرة ''بور سعيد''، إضافة إلى أن لقاءات البطولة التونسية لُعبت في وقت ضيق، من دون حضور الجماهير بسبب الأوضاع الداخلية الصعبة. التقني رشيد بلحوت ل''الخبر'' ''مشكلة الفرق الجزائرية هو رحيل اللاعبين'' قال المدرب السابق لجمعية الشلف، رشيد بلحوت، في حديث مع ''الخبر''، إن السبب الرئيسي الذي كان وراء عدم نجاح الفرق الجزائرية في الوصول إلى الأدوار النهائية من منافسة كأس رابطة أبطال إفريقيا يعود، بالدرجة الأولى، إلى رحيل اللاعبين مباشرة بعد نهاية المواسم في البطولة الوطنية نحو فرق أخرى تطلب خدماتهم، رغم تقييد أسمائهم في القائمة الإفريقية النهائية، حيث قال إنه إذا أرادت الفرق الوطنية التأهل إلى الدور النهائي فلابد من تشكيل فريق صلب ومتكامل قبل الشروع في مباريات دوري المجموعات. مصرحا ''أعتقد أن مشكلة الفرق الجزائرية هي رحيل اللاعبين عند نهاية المواسم نحو فرق أخرى تطلب خدماتهم، من دون البقاء مع فرقهم التي تشارك في المنافسات الإفريقية''، وتحدث عن تجربته في قيادة جمعية الشلف، في السنة الماضية، حيث أكد أن فريقه كان قادرا على التأهل إلى الدور نصف النهائي لولا بعض الأخطاء الفردية المرتكبة، خاصة في لقاء النجم الساحلي بملعب الشهيد بومزراق، وبخصوص سؤالنا له إن كانت مشاركة الجمعية في هذه المنافسة هي السبب الرئيسي وراء نتائجها السلبية المحصلة في منافسة البطولة الوطنية، نفى بلحوت ذلك، مع تأكيده أن مشاكل الجمعية تعود لبعض العوامل التي يرفض التطرق إليها، لأنها ليست من صلاحياته. المدرب المساعد لوفاق سطيف خير الدين مضوي ل''الخبر'' '' كأس رابطة الأبطال تتطلّب إمكانات ضخمة'' أكد المدرب المساعد لوفاق سطيف، خير الدين ماضوي، ل''الخبر''، أن عجز الفرق الجزائرية عن بلوغ الأدوار النهائية من منافسة كأس رابطة إفريقيا يعود بالدرجة الأولى إلى الإمكانات المالية الضعيفة جدا للأندية المشاركة، مقارنة ببقية الفرق المنافسة الأخرى. وقال ''هناك فرق شاسع بين الميزانيات المالية الخاصة بأندية الأهلي المصري والترجي التونسي وتيبي مازمبي الكونغولي، مقارنة بميزانيات الأندية الجزائرية''، مضيفا أن الأندية الجزائرية تعاني، أيضا، من نقص فادح في التعداد البشري والإمكانات المطلوبة في اللاعبين، من خلال قوله ''إذا أردت الذهاب بعيدا في منافسة كأس رابطة الأبطال يلزمك 21 لاعبا إمكاناتهم كبيرة ومتقاربة إلى حد بعيد، حتى يمكنك منافسة الفرق الأخرى الكبيرة''. وفي سؤالنا له حول الرزنامة الخاصة بدوري المجموعات، وتأثيرها السلبي على حظوظ الفرق الجزائرية، قال ماضوي إن الحل الوحيد يكمن في إنهاء البطولة الوطنية المحلية في شهر ماي وليس في جوان أو جويلية. وبخصوص أهداف الوفاق في بطولة السنة الحالية أكد أن الطموح هو بلوغ دوري المجموعات، مع إشارته إلى ضرورة قيام فريقه بانتدابات ناجحة في موسم التحويلات الصيفية، وتقييد اللاعبين الجدد في القائمة الإفريقية لضمان مشاركتهم ومساهمتهم في تحصيل النتائج الإيجابية.