قررت وزارة الثقافة غلق المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، ببرج الكيفان في العاصمة، كحل نهائي للوضع، بعد أن قرر طلبته مواصلة إضرابهم المفتوح الذي بدأ في 21 جانفي الماضي، رغم توقف تمديده بقرار من المحكمة الإدارية، بحجة عدم شرعية ذلك التمديد، ودعوتهم وزيرة الثقافة إلى تطبيق توصيات الورشات الأربعة الموعودين بها. لم تجد وزارة الثقافة من حل للوضع المتأزم الذي كان طلبة المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري ببرج الكيفان، في العاصمة، أبطاله، سوى إصدار قرار يقضي بغلق المعهد. وكان الطلبة قد أكدوا، قبل صدور القرار، في بيان تلقت ''الخبر'' نسخة منه، أنهم مصمّمون على الاستمرار في الإضراب إلى غاية تنفيذ ''مطالبهم الشرعية'' والمتمثلة في ''معادلة الشهادة بليسانس أولا وتحسين الظروف البيداغوجية والاجتماعية للطلبة''. وأضاف الطلبة الموقّعون ''نظرا لانسداد قنوات الحوار وعدم بذل الإدارة والوزارة أي جهد للإصغاء إلينا والدخول معنا في حوار جدّي يؤدي إلى الاتفاق على أرضية للتفاهم، سيتخذ الإضراب المفتوح أشكالا أخرى، من بينها الإضراب عن الطعام''. وأبرز المعنيون أن جميع طلبة المعهد متحصلون على شهادة البكالوريا التي تؤهلهم للحصول على ليسانس بعد نهاية التكوين، غير أن الشهادة الممنوحة في المعهد الوحيد من نوعه في اختصاصاته، لا تتعدى شهادة الدراسات الجامعية التطبيقية التي تخلت عنها الجامعة الجزائرية، كونها توقف مسار التكوين ودراسات ما بعد التخرج، غير أن المعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري وبالرغم من الوصاية البيداغوجية للتعليم العالي، مازال احتفاظه بهذه الشهادة غير مفهوم ولا واقعي، داعين وزارة الثقافة إلى تحمل مسؤوليتها تجاه مصير الطلبة، لأن الأوضاع في تأزم مستمر. وطالب ممثلو مكتب طلبة معهد برج الكيفان، محمد عدلان بخوش (سنة ثانية تمثيل) ورايس حسام (سنة ثالثة تركيب) ومحمد نبيل (سنة ثانية التقاط صورة)، لدى زيارتهم ل''الخبر''، وزيرة الثقافة خليدة تومي بتطبيق توصيات الورشات الأربعة الموعودين بها، والمتمثلة في ''ورشة الشهادة ومعادلة الشهادة''، ''ورشة التكوين والبرامج''، ''ورشة المعدات والتجهيزات البيداغوجية'' و''ورشة الحياة الثقافية والاجتماعية''، فضلا عن فتح تحقيق معمق حول طريقة تسيير المعهد. وأكد محدثونا أن الإضراب المفتوح قابل للتصعيد إلى سنة بيضاء، نتيجة ما وصفوه ب''تعسف المدير الحالي للمعهد في إدارة شؤون الطلبة، وتهرّب الوزارة الوصية من الالتزام بالوعود التي قطعتها على الطلبة، إثر إضراب 20 جانفي .''2011 وأوضح الطلبة بأن إضراب سنة 2011 استدعى تدخل وزيرة الثقافة شخصيا، وقد أفضى النقاش إلى إدراج مشاكل الطلبة ضمن أربعة أقسام، تحت إشراف مسؤولين بوزارة الثقافة وكذا ممثلي الطلبة، غير أن التوصيات التي خرج بها النقاش لاتزال مجرد وعود. من جهته، شدّد محمد عدلان بخوش على أنه ''في حال عدم شروع الوصاية في تجسيد وعودها وفي القريب العاجل، فإننا نعتزم تصعيد الإضراب إلى سنة بيضاء''، مشيرا إلى أنه ''في 19 فيفري 2012، راسلنا وزيرة الثقافة لتذكيرها بوعودها، وقد أخذت المراسلة شكل عرض حال مفصّل يرصد الوضع الكارثي للطلبة، بعد سنة كاملة على زيارتها لهم، إلا أن مراسلتنا لم تلقَ أي رد لحد الساعة''. في المقابل، حمّل رايس حسام، مدير المعهد عبد العزيز محجوب، مسؤولية ''تدهور الأوضاع بهذه المؤسسة التي يعتبرها ملكية خاصة''، وهو ما شاطره إياه محمد نبيل، بالقول: ''في كل مرة نرفع انشغالاتنا إليه يهددنا بغلق المعهد وكأنه بيته!''.